هاني المصري لوطن: استمرار الانقسام يمهد لتنفيذ صفقة القرن والرئيس صاحب القرار بتشكيل الحكومة وما يصدر من بعض القيادات تكهنات

04.03.2019 11:04 AM

رام الله – وطن للانباء: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ان قرار حكومة الاحتلال اقتطاع اموال المقاصة، قرصنة بكل معاني الكلمة ويأتي في سياق الضغوط الامريكية الاسرائيلية على الفلسطينيين لقبول الشروط والاملاءات الامريكية الاسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

واضاف المصري في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" على وطن الذي تقدمه الاعلامية ريم العمري ان الضغوطات الامريكية والاسرائيلية تهدف لتمرير صفقة القرن كانها امر واقع ولا مجال لتغييره .

ولفت المصري الى ان اسرائيل تحاول القضاء على اي دور سياسي للسلطة الفلسطينية، والاكتفاء بدور اقتصادي وامني واداري لها، في رسالة من اسرائيل للسلطة بأن اكبر ما تأمل به هو حكم اداري تحت الاحتلال، وان على السلطة القبول بهذا الدور وان تكف عن النظر لنفسها بأنها دولة.

وثمن المصري موقف الرئيس والسلطة الفلسطينية والقوى والفصائل من رفض "صفقة القرن"، لافتا الى ان استمرار الصراع الداخلي والانقسام يعبّد الطريق امام تنفيذ "صفقة القرن" وان كان هناك رفضا لها.

وانتقد المصري عدم وضع السلطة الفلسطينية خطوات احترازية وخطة بديلة للتعامل مع قانون اقتطاع اموال المقاصة، خاصة ان اقرار القانون جرى قبل عدة شهور وكان واضحا ان اسرائيل ماضية في تنفيذه.

كما انتقد المصري عدم تنفيذ السلطة الفلسطينية لجملة القرارات التي اتخذت طيلة السنوات الماضية، كإعادة النظر بالعلاقة مع الاحتلال، ووقف التنسيق الامني، وانهاء العلاقة الاقتصادية مع اسرائيل، وهو ما يدلل على غياب رؤية واضحة المعالم واستراتيجية فعل.

واضاف المصري ان قرار السلطة الفلسطينية رفضها استلام اموال المقاصة اذا لم يكن ضمن عملية تغيير المسار لا فائدة منه، لافتا الى ان السلطة كان عليها اخذ الاموال والقيام بكل ما يمكن القيام به كوقف التنسيق الامني او تخفيضه واعادة النظر في اتفاقية باريس الاقتصادية .

وحول موقف الادارة الامريكية واقترابها من طرح "صفقة القرن" عقب الانتخابات الاسرائيلية اكد المصري، ان الادارات الامريكية المتعاقبة لا تختلف عن بعضها ، كما ان بيني جانتس ويائير لابيد لا يختلفان كثيرا عن نتنياهو.

ولفت المصري الى ان القيادة الفلسطينية تتوقع نجاح لابيد – جانتس في الانتخابات المقبلة، وبالتالي قد يظهران مرونة واستعداداً للمفاوضات، ولذلك فان رفض السلطة اخذ اموال المقاصة ينبع من توقعه ان يكون الاقتطاع من المقاصة اجراء مؤقت.

واوضح المصري ان نجاح نتنياهو سيدفعه لاثبات زعامته، وتحصين نفسه من اي اتهام او محاولات لمحاكمته، لذلك سيسعى الى الحصول على حصانة من خلال تأييد الاحزاب اليمينية من اي محاكمة، على حساب الفلسطينيين.

واكد المصري ان الرهان على الادارة الامريكية والانتخابات الاسرائيلية رهانات فاشلة، ولذلك يجب الرهان على الشعب خاصة ان اسرائيل دفنت اوسلو منذ زمن ولم تعد ملتزمة بأي من بنوده، بدليل ان الادارة المدنية وسّعت عملها ما يشير الى انها الحاكم الفعلي للضفة .

وحول ابداء الرئيس عباس استعداده للقاء نتنياهو، قال المصري، انه لم يتبقى هناك اي شيء للتفاوض حوله، كما لا يوجد اي مرجعية للمفاوضات في ظل ادارة امريكية تنافس الاحزاب الاسرائيلية في التطرف ضد القضية الفلسطينية.

ودعا المصري الى تبني خطة جديدة، قائمة على اعادة النظر بهيكلية الموازنة العامة والتي يخصص ثلثها للامن الفلسطيني، واعطاءه للتعليم والصمود، واعادة النظر بالاستراتيجية .

اما بشأن ملفي المصالحة والحكومة المقبلة، فأكد المصري ان المصالحة جُمدت حتى اشعار اخر، في ظل ازدياد الفجوة بين الطرفين.

واضاف ان الحكومة الفلسطينية حسب ما يتسرب من معلومات قد ترى النور بعد يومين، لافتا الى ان كل ما يطرح من اسماء لرئاسة الحكومة ليس دقيقا لان هناك شخص واحد فقط لديه القرار بشأن تشكيل الحكومة ومن سيتولاها وهو الرئيس، وما يصدر من بعض القيادات هي تكهنات وتوقعات وليست معلومات.

تصميم وتطوير