بعد خصم أموال المقاصة : السلطة .. غياب للاستراتيجية واستمرار في ارتجالية القرار

05.03.2019 06:35 PM

رام الله – وطن: القرصنة الإسرائيلية لايرادات المقاصة الفلسطينية واقتطاع مستحقات عائلات الشهداء والأسرى، دفع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية مسارات، لعقد حلقة نقاش في كل من رام الله وغزة، بهدف مناقشة السياسات الفلسطينية المطلوبة لمواجهة القرار الإسرائيلي.

المصري لوطن : لا توجد رؤية فلسطينية لمواجهة اقتطاع أموال المقاصة وإنما ردود أفعال

وقال مدير مركز مسارات هاني المصري إن على الفلسطينيين دراسة جميع الاحتمالات والاستعداد لها، ولغاية اللحظة لا يبدو أن السلطة تدرس خطواتها بشكل عميق، خصوصا وأنه لا توجد رؤية واضحة تحكم السياسية الفلسطينية وإنما ردود أفعال.

وشدد أنه بدون رؤية سنكون أمام استمرار سياسة ردة الفعل واعادة انتاج الوضع السيء الذي يتجه أكثر فأكثر نحو التدهور.

وتابع قائلا : على سبيل المثال قررت الحكومة الامتناع عن أخذ كل الأموال الفلسطينية بدون دراسة عواقب ذلك وعواقب امكانية استمرار هذه الاجراءات الاسرائيلية، وهذا يعني أن معظم ايرادات السلطة اصبحت غير متوفره، وبالتالي هذا سينعكس بشكل خطير على الحياة اليومية للمواطنين.

وطالب المصري بمراجعة شاملة للمسار السياسي الذي اعتمد بما في ذلك وجود السلطة نفسها، داعيا الى ضرورة عقد اجتماعات تضم أعلى الكفاءات والمثقفين والاكاديميين والقوى، للخروج بتوصيات ودراسات ومخططات بحيث تكون السلطة مطالبة بتطبيقها خلال المرحلة المقبلة.

عبد الرحمن التميمي لوطن : على السلطة التحلل من الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة والانفكاك عن اسرائيل

ويرى مراقبون ومحللون أن السلطة الفلسطينية أمام فرصة تاريخية للتنصل الكامل من الاتفاقيات الاقتصادية المجحفه التي وقعتها مع اسرائيل كاتفاقية باريس الاقتصادية، خصوصا في ظل عدم التزام حكومة الاحتلال ببنودها.

وفي هذا الإطار قال الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الرحمن التميمي إن السلطة أمام فرصة تاريخية يجب أن لا تضيعها باتجاه قلب الطاولة والتحلل من الاتفاقات الموقعه مع اسرائيل، فاذا اردنا التحرر يجب الانفكاك عن اسرائيل أولا.

وأضاف : خصم أموال المقاصة ليس له علاقة بالسلطة وإنما موجه للمجتمع الفلسطيني، فما يجري هو تكييف الوعي الداخلي لقبول صفقة القرن بدعوى أن السلطة أصبحت عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، مردفا : اسرائيل تقوم بخصم أموال المقاصة في وقت يتراجع فيه الدعم الأوروبي والعربي للفلسطينيين، وبالتالي أنا اعتقد أن ما يجري هو اقناع الفلسطينيين ان صفقة القرن هي الطريق الوحيد نحو التطور والرفاه الاقتصادي.

خليل شاهين لوطن : المطلوب تصعيد المواجهة الميدانية مع الاحتلال وخصوصا في القدس

أما على المستوى المحلي فدعا مراقبون الى مواجهة القرصنة الإسرائيلية في تحشيد الشارع وتطوير المقاومة الشعبية وخصوصا في مدينة القدس المحتلة.

وقال مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات خليل شاهين لوطن إن الحالة الفلسطينية برمتها تواجه هجمة اسرائيلية غير مسبوقه في شراكة اسرائيلية امريكية لتصفية الحقوق الفلسطينية، وبالتالي فأن الموقف الفلسطيني لا يجب أن يقتصر على رفض استلام بقية أموال المقاصة، وإنما يجب أن يتحول نحو استراتيجية فلسطينية متكاملة تتصدى لهذه الهجمة.

وأوضح أن الاستراتيجية يجب أن تقوم أولا على المواجهة الميدانية، وخصوصا في القدس وتطوير اساليب المقاومة الشعبية، بالتوازي مع بناء حائط صد سياسي لمجابهة صفقة القرن وذلك عبر تحشيد الموقف العربي والدولي لمنع أي استفراد بالفلسطينيين خلال المرحلة المقبلة.

واستدرك شاهين قائلا : لكن كل ذلك لا يتحقق الا بالوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام أولا.

يذكر أن الحكومة الفلسطينية جددت رفضها تلقي أموال المقاصة من حكومة الإحتلال في ظل اقتطاع رواتب عائلات الشهداء والأسرى، علما أن المقاصة تشكل سبعين في المئة من مجمل الايرادات، الأمر الذي ينذر بأيام صعبة على الفلسطينيين على الصعيد الاقتصادي.

تصميم وتطوير