"المثقف المشتبك" في ذكرى استشهاده الثانية

06.03.2019 08:28 AM

رام الله- وطن: "الشهيد المثقف" و" المثقف المشتبك" و"شهيد الفكرة" كلها مرادفات لشهيد بطل عُرف بروايته لقصص الشهداء والمقاومة عبر رحلة الباص التي ابتكرها للشباب و هدف من خلالها توثيق و أرشفة تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال.

صورته ستبقى حاضرة في عقول الفلسطينيين اينما حلوا وارتحلوا ولقبه سيبقى مرافقا لاسمه الشهيد باسل الاعرج "المثقف المشتبك".

تمرّ اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد "المثقف المشتبك" باسل الأعرج، بعد اشتباكٍ مسلح مع وحدات خاصّة في جيش الاحتلال داخل منزلٍ كان يتحصّن فيه، في مدينة رام الله قبل عامين.

الشهيد المثقف ناضل ضد الاحتلال بقلمه ولسانه، وتعرض للاعتقال من قبل الاجهزة الامنية وللمطاردة من قبل الاحتلال لإسكات صوته وقلمه وسلاحه الذي أرعبهم، حتى استشهد فجر السادس من اذار/مارس2017.

عرف الأعرج بثقافته الواسعة التي كرسها لمقاومة الاحتلال، فكتب المدونات والمقالات الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وكان ينظم رحلات وجولات ميدانية للشباب لتوثيق أهم مراحل الثورة الفلسطينية ولربط المكان بالمعارك والمحطات النضالية الفلسطينية، وعرف ايضا بدعوته إلى مقاطعة الاحتلال، فكان متصدرا للمظاهرات الشعبية الداعمة للمقاطعة، والمنددة بالاستيطان.

عمل الأعرج على مشروع للتوثيق الشفوي لأهم مراحل الثورة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني، وصولا إلى الاحتلال الإسرائيلي.

اعتقل الاعرج ابن قرية الولجة والحاصل على شهادة الصيدلة، عام 2016 من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية مع خمسة من زملائه عدة اشهر، بشبهة التخطيط لعمليات مسلحة وحيازة سلاح، افرج عنه من سجن بيتونيا في رام الله، واختفى، وبدأت مطاردة الاحتلال له حتى يوم استشهاده، وافاد السكان حينها أن الشهيد الاعرج اشتبك مع قوات الاحتلال لمدة ساعتين، وبعد نفاد ذخيرته، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه وقتلته بدم بارد واختطفت جثمانه.

ولن ننسى الوصية التي تركها الشهيد المشتبك داخل البيت الذي تحصن فيه، والتي كتب فيها: "إن كنت تقرأ هذا فيعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء".

لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة، وأنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله".

يشار الى انه وفي ذكرى استشهاده الاولى أصدرت دار النشر "رئبال" في القدس الأعمال الكاملة للشهيد باسل الأعرج تحت عنوان "وجدت أجوبتي".

حيث يحتوي الكتاب على أسطر بسيطة تُخلد كلمات الشهيد، وبعض الكلمات المنشورة عنه واليه من رفاقه ومعارفه وحتى ممن لا يعرفونه شخصياً.

تصميم وتطوير