مصطفى البرغوثي لوطن: المقاومة الشعبية ستكون نمط حياة.. وأخطر ما يمكن أن يحصل انتخابات دون غزة والقدس

13.03.2019 11:03 AM

رام الله- وطن: الى أين وصلت المقاومة الشعبية اليوم؟ سؤال أجاب عنه أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي خلال برنامج "شد حيلك ياوطن"، الذي تقدمه الإعلامية ريم العمري، بالقول "مايجري في القدس معركة خطيرة، نحن نعرف ان الاحتلال له هدف محدد وهو تهويد القدس و المسجد الاقصى، حيث تحاول المجموعات الاسرائيلية بشكل متواصل منذ عقود أن تخلق وجودا لهيكل مزعوم داخل الاقصى، ماجرى في الفترة الاخيرة كان خطيرا لانه كشف عن مخطط لانشاء جسر جوي فوق الاقصى وتكون احدى محطاته في مصلى باب الرحمة، ولجعله مكاناً للهيكل المزعوم".

أضاف البرغوثي، "المقاومة الشعبية اخذت زمام المبادرة واعادت فتح مصلى باب الرحمة المغلق منذ سنوات بشكل غير شرعي، واكدوا أن القوانين الاسرئيلية لا تطبق على الاقصى، الذي اخذ زمام المبادرة هم الفلسطينيون  وابناء القدس".

وقال البرغوثي إن "ما جرى امس هي عملية مفتعلة وكاذبة وادعى الاحتلال ان ما حصل تفجير لالعاب نارية في مركز الشرطة، وكانت القوات جاهزة في باب المغاربة ودخلت بشكل سريع وغريب، فكان الامر معداً، والهدف من ذلك إخراج المصلين من المسجد الاقصى لاعادة اغلاق مصلى الرحمة".

وأكد البرغوثي، "اعيد فتح ابواب المسجد الاقصى اليوم بسبب قوة المقاومة الفسلطينية، وإدراك نتنياهو وحكومته ان ماجرى في تموز2017 سيتكرر مرة اخرى،وسيتحول محيط الاقصى الى ميدان تحرير جديد بفضل المقاومة الشعبية الفلسطينية وهذا ما خشاه الاحتلال فأعاد فتح ابواب الاقصى".

وتابع "معركة الاقصى هي معركة القدس ومعركة فلسطين، منذ سنوات ونحن نقول نحن لسنا في مرحلة حل مع الاسرائيليين واتفاق اوسلو فشل، والمراهنة على المفاوضات فشلت، والمراهنة على مؤتمر دولي مراهنة فاشلة، لن يتغير حالنا الا بتغير ميزان القوى عبر المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وانهاء الانقسام عبر دعم صمود شعبنا، اليوم الذي نراه نهوض نموذج المقاومة الشعبية بإرادة شعبية".

واضاف البرغوثي، "اي مكان يدخله الجيش يجابه بمقاومة شعبية رائعة من الشباب، ما نريده ان يتبنى الجميع هذا النمط وان يسهموا فيه". موضحاً: لا نريد دعوة للنفير فقط، وإنما نريد ان نرى الناس في الميدان، وهكذا يمكن ان ندافع عن القدس، والمهم في الرؤية الفسلطينية بأن يكون هناك اقتناع بتبني استراتيجية وطنية بديلة لما فشل.

وقال "انا لا أرى حتى الآن تبنيا كاملا للمقاومة الشعبية، يجب أن نرى توظيفا للامكانيات والطاقات، المقاومة الشعبية ليست امراً موسميا وليست رد فعل، يجب ان تكون استراتيجية وطنية معتمدة ويشترك فيها الجميع مثل حركة المقاطعة، ولا يجب السكوت عن انشطة تطبيعية تجري امام اعيننا.

المقاومة الشعبية قادمة وستكون نمط حياة

واشار البرغوثي الى ان "الخلل يكمن في عدم الاقتناع بضرورة تبني استراتيجة المقاومة الشعبية من قبل الجميع، والعادة عند البعض بأن يبقون في الدائرة التي جربت سابقا، وبعض الناس تخشى من انتشار المقاومة الشعبية وبالتالي تضرر مصالحهم، عندما نتكلم عن استراتيجية بديلة وجب الحديث عن توافر عناصر ستة، وهي: المقاومة الشعبية، المقاطعة، دعم صمود الناس، والوحدة وانهاء الانقسام، وان نعيد بناء التكامل مع ابناء شعبنا في الداخل والخارج، ونخلخل صفوف الخصم بكل الطرق، ويجب ان تتكامل هذه العناصر حتى نتحدث عن استراتيجية واضحة كاملة وليس ردود افعال".

"قناعتي المطلقة تقول أن المقاومة الشعبية قادمة وستكون نمط الحياة العامة في فلسطين، لكن الذي يجري منذ عام 2015 هي انها تتقدم على شكل موجات، وتأخذ اشكال، فمثلا نحن غير راضين عن مستوى مقاطعة البضائع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة حتى الآن، رغم تحقيقنا انجازات ونجاحات في بعض المنتوجات فقد خفضنا استهلاك المنتوجات الغذائية 40% تقريبا لكن غير كافي، يجب ان تصبح المقاطعة ثقافة وطنية في كل بيت ولكل طالب".

واكد أن ردود الفعل العربية والاسلامية هزيلة وضعيفة. متسائلاً: ان كان المسجد الاقصى من اقدس مقدسات المسلمين، هل هكذا يجب ان تكون ردود الافعال؟ من المحزن والمخزي أن تقوم بعض الدول بالتطبيع مع اسرائيل في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل بالبطش بنا.

وقال: المقاومة الشعبية أصبحت مطلوبة الان اكثر من اي وقت مضى لأن هناك خطر محدق بنا وهو مايدعى بـ"صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية بكل مكوناتها.

البرغوثي: اخطأنا بتوقيع اتفاقية باريس وانتهاجنا النمط الاستهلاكي بدل الانتاجي

في سياق متصل، قال البرغوثي إنه "لايمكن لاحد ان يلوم شعب يريد ان يؤمّن خبز اطفاله، لكن مابُني على خطأ سينتج خطأ أكبر، فالخطأ الاول كان بتوقيع اتفاق باريس الاقتصادي بالطريقة التي وقع بها، كيف يمكن ان نجعل حبل الاحتلال يحيط برقبتنا ويتحكم بـ70% من دخلنا الضريبي الذي يمثل 90% من ميزانية السلطة، 10 % فقط تأتي للسلطة مساعدات خارجية و90% هي من اموال الشعب الفسلطيني، والضرائب شقين 30% تجمع محليا، و70% تأتي على شكل مقاصة تتحكم بها اسرائيل، وتأخذ منها 3% عمولة".

أما الخطأ الثاني فأضاف البرغوثي " هناك سياسات حكومية  اتبعت في فترات سابقة عززت اعتماد الناس على القروض من البنوك وعززت النمط الاستهلاكي بدل الانتاجي في المجتمع الفلسطيني".

وتابع، جرى الحديث اكثر من مرة عن انفكاك اقتصادي عن اتفاقية باريس، ولم تنفذ. موضحاً: كان هناك قرارات في المجلسين المركزي والوطني حول وقف التنسيق الامني والانفكاك وسحب الاعتراف باسرائيل ولم تنفذ، والان كل المواطنين يتحدثون عن المصالحة والوحدة الوطنية، ولا احمّل طرف معين المسؤولية، لكن اذا كان هناك توجه جدي يجب ان يكون عبر استراتيجة كاملة ونهج كامل يجب ان يتغير.

اجراء الانتخابات في القدس مقاومة

وحول الانتخابات التشريعية، اكد البرغوثي، أن اخطر ما يمكن ان يحدث هو ان تجري الانتخابات في الضفة دون غزة. مضيفاً: متأكد أن الاحتلال سيمنع الانتخابات في القدس، وهذا خطر جدا وسيقلص التمثيل الشرعي الفلسطيني ويلحق ضررا بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.

وتابع "الانتخبات ضرورة لايمكن الا ان تجرى في الضفة وغزة والقدس وتكون شاملة رئاسية وتشريعية وتنفيذية والمجلس الوطني في الضفة وغزة والقدس، حتى لو حاول الاحتلال منعها في القدس، يمكن ان تصبح الانتخابات في القدس شكلا رابعا من اشكال المقاومة الشعبية، نفرضها بالقوة، كل هذا ممكن اذا تغير النهج وتبنينا نهجا شاملا، لفترة طويلة، إذ كان هناك انتظار، ولكن لم يعد المكان يتسع للمراوحة".

تصميم وتطوير