هاني المصري لـ"وطن": ما يجري بين فتح وحماس "شيطنة متبادلة" والاحتلال المسؤول عما يجري في غزة وعلى حماس التخلي عن سيطرتها الانفرادية

18.03.2019 01:14 PM

رام الله - وطن: وصف الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري ما يجري بين حركتي فتح وحماس بـ"الشيطنة المتبادلة"، داعيا الى ضرورة طي صفحة الانقسام، ووقف التحريض المستمر بين فتح وحماس، والتوقف عن اتهام البعض بالعمالة.

وتعقيباً على ما يجري في غزة من احداث قال المصري "إن المسؤول الأول عما يجري في غزة بعد الاحتلال الاسرائيلي هي السلطة الحاكمة في غزة "حماس"، لأن من حق المواطن أن يعيش ويحصل على حقوقه والخدمات الاساسية وهذه مسؤولية الحاكم".

على حماس التخلي عن سيطرتها الانفرادية

واضاف المصري ان "حماس غير قادرة على ممارسة الحكم"، داعياً اياها لابداء استعدادها للتخلي عن السيطرة الإنفرادية على قطاع غزة، عبر مشاركة الاخرين بشكل حقيقي، بهدف عدم سيطرة فصيل واحد على مفاصل الحكم، مضيفا  ان "سماح اسرائيل بدخول الاموال قطرية إلى غزة، هو لإبقائنا ما بين الحياة والموت، حيث لا نقف على رجلينا لا في قطاع غزة ولا الضفة".

وقال المصري حول لجوء حماس للقمع  "إن استتسهال اللجوء للأمن وقمع وضرب الناس في الشوارع لا يبرره شيء، حتى لو كان هناك مؤامرة،  فالقانون يكفل للمواطن الحق في التظاهر، وعلى الأمن أن يسهر على تنظيم هذه المظاهرة ومنع الاعتداء عليها، وفي حال قام أحد المتظاهرين بالتخريب هنا تتدخل وتمنعهم"

وأبدى المصري استهجانه من إدخال  كتائب القسام "الأيقونة" في مواجهة مع الناس، حاصة ان لها مكانة عالية بين الناس فهي من قاومت وأوجعت الاحتلال، ويجب الفصل بين الحراك وبين من يحاول أن يستغل الحراك.

وأضاف المصري أن القمع  مدان في غزة والضفة ، قائلا "الحال وصل إلى القمع الجماعي، حيث يتم قمع عائلات كاملة، ولا يكفي الاعتذار، بل يجب محاسبة المسؤولين عن إصدار قرارات "القمع".

قطاع غزة يعيش بجحيم والاحتلال هو المسؤول الاول

وأردف المصري أن قطاع غزة يعيش في جحيم، والمسؤول الاول والأساسي عن ذلك هو الاحتلال الذي يحاصر غزة،  ويشن العدوان تلو العدوان عليه، وما تسبب بارتقاء الاف الشهداء والجرحى ودمر الاف المنازل، مشيراً إلى أن وزير الحرب الاسرائيلي السابق صرح بشكل علني أن اسرائيل تحاول ان تبقى غزة بين الحياة الموت، وهو ما لا يجب ان يغيب عن أ ذهاننا.

وأكد أن المسوؤل الثاني عما يجري في غزة هي السلطة الحاكمة هناك، فاذا كانت حماس غير قادرة على إدارة الحكم فعليها أن تغادره، لافتا الى ان السلطة الفلسطينية تتحمل السلطة  جزءا مما يحدث في غزة، بعد أن فرضت العقوبات على القطاع، وقطعت الرواتب، وخفضت الدعم لمختلف المجالات ما زاد الوضع سوءا خلال العامين الماضيين.
وحول التغطية الاعلامية لما يجري في غزة، اكد المصري ان " طريقة التغطية والتصريحات في الاعلام الرسمي بخصوص ما يجري في قطاع غزة لا تقل بشاعة عن ما يجري هناك في القطاع.

واضاف المصري قائلاً إن  "وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية هي للكل الفلسطيني وليس لطرف واحد أو فريق واحد، وعند حدوث مستجد على الساحة الفلسطينية يجب التعامل مع الأحداث بشكل حيادي ومهني، والتنبه أكثر لإجراءات الاحتلال التصعيدية على الأرض الفلسطينية".

وأكد المصري  أن هذه الطريقة في التغطية الإعلامية غير مسموح بها، لإن حماس وبالرغم من كل شرورها  تقاوم العدو الإسرائيلي، وقدمت الكثير من الشهداء والأسرى ومن قادتها ومؤسسيها، مضيفا "نختلف مع حماس كما نختلف مع غيرها، ولكن علينا أن نتذكر جميعاً بأننا الكل الفلسطيني في سفينة واحدة يجب أن تسير بنا إلى بر الأمان، وإن أي طرف يقوم بخرق السفينة من المكان الذي يقف فيه سنغرق جميعاً".

ولم يستبعد المصري عدم رد الاحتلال على الصواريخ التي انطلقت من غزة ووصلت إلى تل أبيب، قائلاً إن" الاحتلال يريد أن تستمر الفتنة في غزة، وتصل إلى الضفة، عندها يتم إعفاء الاحتلال كلياً من أي مسؤولية، ويتحمل الفلسطينيون كامل ما يحدث وما وصلوا إليه".

وقال المصري إن "على العقلاء والوطنيين أن يتحركوا بالفعالية المطلوبة لوقف ما يجري، فالوقت من دم والتاريخ لا يرحم، ولا تزال الفرصة مواتية لانقاذ انفسنا، خاصة ان اسرائيل والولايات المتحدة تريدان تصفية القضية، وهم لاينتظرون طرح خطة التصفية المسماة صفقة القرن، بل هم ينفذوها بكل ما يقوموا به من استيطان ونقل سفارة واشنطن إلى القدس، واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ووقت المساعدات عن الأنروا، واعتبار امريكا الجولان وغزة والضفة غير محتلة، وهو دليل على أن الآتي أعظم إذا لم نقف في وجه ما يحدث".

وعلق المصري على قرار تجميد انشطة الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح قائلا  أن هذة الإجراءات هي  سابقة من ادارة جامعة النجاح والشبيبة الطلابية، مضيفاً "ماذا يختلف ما قامت به إدارة الجامعة والشبيبة عن ما تقوم به حماس في غزة، فما يحدث هو إقصاء وإلغاء، واحتكار، والشبيبة  نصبت نفسها بدل القانون، لكن كيف تسمح الجامعة  لنفسها باتخاذ مثل هذا القرار".

وأضاف المصري لوطن خلال حديثه لـبرنامج "شد حيلك يا وطن"  أنه "لا يحق للشبيبة التي قدمت التضحيات والشهداء أن تحظر أحداً أو تنصب نفسها مكان السلطة، ولذلك عليها أن تراجع نفسها."

وكان حركة الشبيبة الطلابية اعلنت امس الاحد عن حظر الكتلة الاسلامية في جامعة النجاح بعد التواصل مع ادارة الجامعة، قبل ان تخرج الادارة ظهر اليوم عبر وطن وتوضح انها قررت تجميد عضوية الكتلة الاسلامية والشبيبة الطلابية.

تصميم وتطوير