وطن تسائل الجبهة الشعبية

24.03.2019 01:12 PM

شحادة: اوسلو هدفت لانهاء ذروة النضال الوطني، والجبهة الشعبية مستهدفة لخطرها على نهج التسوية، وتبنينا مطالب حراك "بدنا نعيش"، والحكومة الجديدة تقوم على قاعدة سياسية وقانونية مضطربة

رام الله – وطن للانباء: اكد القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة، أن الجبهة لم يسبق لها ان شاركت في اي حكومة فلسطينية منذ قيام السلطة على اساس اتفاق اوسلو، وبالتالي فأن موقفها تجاه الحكومة التي يجري العمل لتشكيلها الان ليس استثناء.

واضاف شحادة خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه الاعلامية ريم العمري، أن الجبهة الشعبية تضع معايير للمشاركة في الحكومة، تنبع من ماهية اهداف هذه الخطوة السياسية، التي تشكل حكمها على الحكومة، ومقدار خدمة هذه الخطوة لانهاء الانقسام ووضع حد لمخاطر الانفصال بين الضفة وغزة.

 

الحكومة الجديدة تقوم على قاعدة سياسية وقانونية مضطربة

وقال شحادة " تشكيل هذه الحكومة ليس العنوان والاسلوب الانسب لمعالجة الواقع الذي نعيشه في الساحة الفسلطينية، فالمشكلة التي نعيشها هي انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية واستعادة مكانة منظمة التحرير".

واعرب شحادة عن تخوفه من ان تضيف الحكومة الجديدة مزيدًا من الانقسام للساحة الفلسطينية، خاصة ان الحكومة تفتقر لاي اساس قانوني مستقر اوسياسي، فهي تقوم على قاعدة سياسية وقانونية مضطربة.

واشار شحادة الى "عقد اجتماع مع  المكلف بتشكيل الحكومة محمد اشتية ولا يوجد اي شك بقدرته وكفاءاته التي نثق بها" لافتا الى ان "موقف عدم المشاركة في الحكومة الجديدة ينبع لكون الحكومة تمثل ذروة الازمة السياسية والاجتماعية في الساحة الفلسطينية، بالتالي فهي تقف على مفترق طرق، فاما ان تكون اخر حكومة في حقبة الانقسام، او حكومة تدشين الانفصال"، في ظل خطر الانزلاق نحو مايسمى بالسلام الاقتصادي، في ضوء الضغوط الاقتصادية التي تعيشها الساحة الفلسطينية، التي قد تمهد لـ"صفقة القرن" من باب مايسمى السلام الاقتصادي.

واكد شحادة، ان هذه الحكومة الجديدة لاتستجيب  لتطبيق قرارات المجلس المركزي والوطني الذي دعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات عامة تقود الى عقد مجلس وطني توحيدي جديد يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير، على قاعدة برنامجها البديل لبرنامج اوسلو وبرنامج العودة، وتقرير المصير، والدولة المستقبلية وعاصمتها القدس.

 

الشعبية: تبنينا مطالب حراك "بدنا نعيش" من البداية

وفيما يتعلق بحراك "بدنا نعيش" الذي انطلق في غزة الاسبوع الماضي، والذي قمعته أجهزة امن حماس، واعتدت خلاله على كوادرمن الجبهة الشعبية الذين خرجوا كمواطننين ضمن الحراك، قال شحادة، ان "الجبهة الشعبية" تدرك تماما ان الواقع الصعب والمؤلم والوحشي والاجرامي الذي يعيشه قطاع غزة هو واقع ناشئ عن الاحتلال والحصار في الوقت نفسه ونحن لم نرحم انفسنا.

واضاف ان بعض الاجراءات المالية التي اتخذت في غزة ساهمت في تعزيز وتعميق جراح الحصار، كرفع الجباية والضرائب التي تفتقر الى الاساس القانوني، اضافة الى عقلية التفرد في علاج بعض المشاكل على حساب المواطن الفلسطيني، واستفحال البطالة والفقر ، وهي السبب الحقيقي الذي دفع الشباب للخروج تحت شعار "بدنا نعيش"، فجرى اعتقال كوادر من الفصائل، ومؤسسات حقوق الانسان، الاعتداء على اخرين كالناطق باسم حركة فتح في غزة عاطف ابو سيف، لافتا الى ان ما جرى في غزة يعد نموذجا على الواقع الذي يمكن ان تصل اليه الامور في واقع فلسطيني مخيف.

واكد شحادة أن الجبهة الشعبية تبنت منذ البداية مطالب الحراك، وادانت فيما بعد تصرفات اجهزة امن حماس واعتداءاتها وقمعها للمتظاهرين، وسعت بالتعاون مع قوى التجمع الديمقراطي لعقد لقاء مع الفصائل حول مايجري في القطاع.
واكد شحادة ان الجبهة سعت وفقا للظروف القائمة في غزة بوقف التدهو وعلاج اثاره، وابقاء البوصلة نحو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة على اساس تنفيذ اتفاقيات المصالحة وقرارات التوافق الوطني.

 

شحادة: الجبهة محط استهداف بسبب خطرها على نهج التسوية

وحول موقع الجبهة الشعبية اليوم في الساحة الفلسطينية، والقضايا المتلاحقة التي تهدد القضية الوطنية قال شحادة، "نحن حيث شعبنا وقضيته في داخل السجون وخارجها، وفي ميادين النضال المختلفة"، رغم ما تعيشه الساحة الفسلطينية من استقطاب شديد.

واضاف ان الجبهة ونتيجة سياستها وما تمثله تاريخا وحاضرا ومستقبلا هي محط استهداف من اطراف كثيرة تعرف خطورة موقف "الشعبية"، ودورها التاريخي في النضال الوطني ومنظمة التحرير، ومدى خطرها على نهج التسوية ومسيرة اوسلو، كل سياسة كامب ديفيد التي بدأت منذ سبعينات القرن الماضي.

واكد شحادة ان الجبهة الشعبية هي محط هجوم دائم من قبل الاحتلال والامبريالية الامريكية والرجعية العربية ، والاطراف المناوئة سياسيا وفكريا لها في الساحة الفلسطينية، وهي التي قادت مواجهة ضد اوسلو سياسيا وفكريا، وقدمت التضحيات الكبيرة، الى جانب تعرضها لسلسلة من التخريب الامني والايدولوجي والثقافي وحتى المالي، ورغم ذلك لا تزال تنمو في الصخر وفي ظروف صعبة جدا.

وعن دور الجبهة في انهاء الانقسام، قال شحادة ان الجبهة لاتلعب دور الوسيط في الانقسام، بل هي تمثل فكر وسياسة وتنظيم وثقافة تعكس مصالح طبقات وفئات اجتماعية  في الشعب الفلسطيني، والفئات العمالية التي ترى الجبهة ضمانة حماية واستمرار الثورة وتحقيق اهدافها، "الجبهة ليست غائبة عن الساحة".

واشار الى ان الجبهة موجودة في الشارع رغم الظروف ولم يستطع احد ان يخنق هذا الوجود او يطمسه، وهي تفخر اليوم بأن تكون مع مجموعة من القوى الفلسطينية، لاتمثل اي وسيط بل تقدم برنامجها النقيض لبرنامجي اليمين الديني واليمين الوطني، وتمثل بصيص امل للخروج من الازمة الوطنية الراهنة التي تعيشه الساحة الفسلطينية.
واضاف، " الازمة في الساحة الفلسطينية ليست ناجمة عن العدوان الامريكي الاسرائيلي، بل قوى الانقسام هي المسؤولة عن الوضع الداخلي الراهن وعن الازمة الوطنية الراهنة".

 

علاج الازمة الوطنية يكمن في 3 قضايا

وحول عمل ودور التجمع الديمقراطي، اكد شحادة  أن الجبهة الشعبية بتشكيلها التجمع الوطني الديمقراطي شقت طريقا جديدا لمعالجة الازمة الراهنة، لافتا الى ان الفصائل لم تقدم شيئا افضل من الجبهة الشعبية، اذ انه بعد ربع قرن من اوسلو ثبت ان ما كان يقوم به احمد سعدات من تمسكه بحق المقاومة رغم احلام واوهام حل الدولتين وتمسكه بخيار المقاومة.
واضاف شحادة  ان التجمع الديمقراطي وضع 3 قضايا لا يمكن التقدم في علاج الازمة الوطنية بدونها وهي: احلال الوحدة بدل الانقسام والانفصال والاقتتال التناحر، والانتفاضة والمقاومة والشرعية الدولية بديلا لاتفاقية اوسلو ومفاوضاتها والتزاماتها وفي مقدمتها التنسيق الامني، والشراكة والديمقراطية بدل  التفرد والديكتاتورية وكل مظاهر الفساد.

 

وقف مخصصات الشعبية من مظاهر النظام السياسي القائم على التفرد

وحول دور الجبهة الشعبية في اطر القيادة قال شحادة: "الجبهة ليست فقط معارضة، بل تقدم بديلا وطنيا ديمقراطيا، وتسعى لاقامة نظام سياسي ديمقراطي تشاركي مقاوم في الساحة الفسلطينية بديلا للنظام السياسي القائم على التفرد والانقسام وعلى مانراه من مصائب في الساحة الفلسطينية".

وفي رده على سؤال هل تخشى الجبهة الشعبية من رفع الصوت لكي لايتم قطع المخصصات؟ اجاب شحادة: "صوت الجبهة باقي كما هو ومستمر، لانه يعكس مصالح الشعب ومصالح نضاله داخل الوطن وخارجه، لذلك يحظىموقف الجبهة يحظى بهجوم شديد من قبل طرفي الانقسام".

واشار الى ان قطع مخصصات الجبهة الشعبية في منظمة التحرير واحدة من مظاهر النظام السياسي القائم على التفرد في منظمة التحرير.

وتابع المخصصات (الحقوقية المالية للجبهة الشعبية) حقوق مكتسبة، ورغم الظلم المجحف في توزيع الموادر المالية  داخل الساحة الفسلطينية ومنظمة التحرير، الا ان المال استخدم للضغط والتخريب بالسياسي على الجبهة الشعبية، وهذا الامر تكرر مرات عديدة، وكان اخره قبل عام حين اوقفت مخصصاتها دون اي تبرير او قرار.

واكد شحادة انه لايوجد اي مؤسسة اتخذت قرار تجميد مخصصات الجبهة، حتى اللجنة المركزية لحركة فتح تقول انه لاعلاقة لها بهذا القطع ونرفضه، مؤكدا ان المخصصات مقطوعة حتى الان، وهي شكل من اشكال خنق الموقف السياسي رغم انها من الصندوق القومي الفلسطيني، ما يعكس ويؤكد تمركز كل السلطات في يد واحدة.

 

لا نريد ان تصبح المنظمة "ختم في جيب المختار"

واضاف شحادة "بتنا نخشى على وضع منظمة التحرير من هذا الجانب، لانريد ان تصبح المنظمة "ختم في جيب مختار"، بل يجب ان تنهض ببنيتها الداخلية لتقوم على اساس مؤسسي جديد يفتح الباب لتطويرها".

واضاف أن منظمة التحرير الان وصلت الى مرحلة من التحلل الداخلي يضعها امام مفترق طرق، فاما ان تتطور وتجري عملية اصلاح شامل وتنهي عملية التفرد وتقيم بنية مؤسساتية توفر درجة من الشراكة الحقيقة، واما ستجد نفسها تضمر وتتمحور حول حزب واحد وشخص واحد ومصالح ذاتية ليس لها علاقة بالنضال الفلسطيني.

 

اسباب ضعف الجبهة

اما عن ضعف الجبهة اليوم في الساحة الفلسطينية، فقد عزى شحادة ذلك، الى سببين، اولهما ناجم عن الظروف الموضوعية التي عملت على  طمس موقفها، مثل ملاحقة الاحتلال وموقف الولايات المتحدة الامريكي التي تعتبرها تنظيما ارهابيا، اضافة الى القوى الرجعية العربية التي تحارب الجبهة، ف التي ترى ان الجبهة تشكل خطرا عليها، اما السبب الثاني فهو سبب ذاتي تتمثل بالضربات التي واجهتها الجبهة وخاصة بعد وفاة الامين العام الاسبق جورج حبش واغتيال الامين العام ابو علي مصطفى واعتقال الرفيق احمد سعدات وقيادات كثيرة وارتقاء الشهداء  منها.

واضاف "رغم ما تعرضت له الجبهة الا انها مازالت موجودة وبارقة امل في الساحة الفسلطينية، حيث فشلوا في القضاء عليها، مؤكدا ان اتفاقية اوسلو كان هدفها القضاء على الظاهرة الثورية والديمقراطية والتقدمية، وقتل ذروة النضال الوطني.

 

الصراعات جزء كبير منها على السلطة

وعن رؤية الجبهة المستقبلية، قال شحادة، " الصراعات التي تقوم الان والتي عنوانها طرفي الانقسام، جزء كبير منها الصراع على السلطة، لذلك لانرى اي من طرفي الانقسام يستطيع ان يقدم حلا لمواجهة التحديات الوطنية التي يعيشها الشعب الفسليطيني بعد ربع قرن على اوسلو".

واضاف " من السخف ان نستمر بعد 25 عاما على فشل استراتييجة اوسلو، لذلك يجب وقف كل هذا المجرى وتطبيق قرارات المجلس المركزي في عام 2015، وتحديد العلاقة مع الاحتلال".

واضاف شحادة  "للاسف الشديد السلطة نفسها تقول ، بتنا سلطة بلاسلطة واحتلال بلا كلفة، معنى ذلك ان الوضع الراهن هو افضل وضع للاحتلال، وبالتالي فأن التمسك والمراهنات وانتظار حكومات اسرائيلية جديدة وانتخابات امريكية كلها لن تكون الا غطاء لاستمرار تنفيذ المشروع الصهيويني وتهويد القدس وانفلات الاستيطان في الضفة وفصل قطاع غزة، واستنزاف الحقوق والثوابت الفلسطينية، وبالتالي فأن استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه هو خدمة للاحتلال".

تصميم وتطوير