هيئة الاسرى لوطن: الأسرى يواجهون المرحلة الأصعب في تاريخ الحركة الأسيرة

31.03.2019 10:07 AM

رام الله - وطن: قال الأسير المحرر وعضو اللجنة الادراية لهيئة شؤون الاسرى عبد الفتاح دولة إن ما يشهده الأسرى  من تصاعد عمليات القمع خلال الشهرين الأخيرين، تعد "الأصعب في تاريخ الحركة الاسيرة".

وأوضح دولة بأن ما يجرى للأسرى له بعدين، يرتبطان بمن يشرف على قمع الاسرى وهو وزير الامن الداخلي "جلعاد أردان"، الذي قام بتشكيل لجنة لدراسة ظروف الاسرى والتي اصدرت توصياتها بسحب إنجازات الحركة الاسيرة التي تحققت عبر سنوات طويلة من الإضراب المفتوح عن الطعام، والنضال والدم، وتجريم الإحتلال للأسرى، في ظل الهجوم على الأسرى بشكل عنيف، واستخدام كل وحدات القمع .

وأوضح دولة خلال حديثه لـبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الاعلامية ريم العمري إن لجنة "أردان" اعتبرت في توصياتها هذه الإنجازات بمثابة رفاهية للأسرى، ويجب وقفها، ولذلك بدأ الانقضاض عليها، بدعم من أعلى هرم في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة التي تتسابق الآن لحصد اصوات الناخبين.

وأوضح دولة أن استمرار إدارة "أردان" في الهجوم على الاسرى صعد في حدة التوتر داخل السجون، خاصة مع ما حدث في سجن النقب حيث وضعوا الاسرى ليوم وليلة كاملة في العراء في ساحة المعتقل مكبلين في ظل الأجواء الباردة جدا، وعندما اعيدوا للزنزانة  كانت بلا "أغطية".

وسبب لجوء مصلحة السجون الى وحدات القمع كالمتسادا واليمام الى ارتفاع حدة التوتر داخل السجون، خاصة لدورها في اغتيال الاسير محمد الاسقر، والذي في اعقابه جرى التفاهم على ان استخدام مثل هذه الوحدات سيدفع الاسرى للرد بطرق مختلفة مثل حرق الاغطية والفراش.

ولفت دولة الى ان إدارة السجون لم تلتزم بما جرى التفاهم عليه سابقا، وأدخلوا وحدات القمع اليمار واليماز واليمام للسجون، وهذا يعني وكما صدر عن الحركة الأسيرة أن الأسير سيكون في مواجهة مع السجان، لأن هناك مسّ بحياة الاسرى وكرامتهم، ومنجزاتهم.

وكانت مصلحة سجون الاحتلال لجأت في الأشهر الأخيرة إلى نصب أجهزة تشويش لمنع أي اتصالات بين الأسرى وذويهم عبر هواتف مهربة في سجون النقب وعوفر وريمون.

وأوضح دولة أن أجهزة التشويش التي وضعتها سلطات الاحتلال في السجون وداخل الاقسام، تصدر اشعاعات مسرطنة، وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لتوصيات لجنة أردان لمنع تهريب الأجهزة الخلوية ومنع الاتصالات بين الاسرى وأهاليهم.

وأضاف دولة انه "نتيجة للضغوط التي يتعرض لها الأسرى ومنع زيارت الأهل والعقوبات الطويلة، جعلتهم يبحثون عن طرق أخرى للتواصل مع أهلهم فنجحوا في تهريب الهواتف، وكان التفاهم العام أنه  من حقنا أن نهرب، ومن حق إدارة الاحتلال أن تفتش بطريقة مقبولة وما تجده تصادره وتعاقب الأسير .. لكن العقاب والتخريب بهذه الشكل، هو جزء من توصيات اردان".

وأضاف  دولة أن ضعف دور المجتمع الدولى، والالتفاف الشعبي حول الاسرى، ساهما في في إمعان الاحتلال في قمعه للأسرى وبث فيديوهات القمع التي استخدم فيها الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والكلاب.

وحول الإلتفاف الشعبي حول قضية الاسرى وما يتعرضون له، قال دولة  إن "تحرك الشارع الفلسطيني خجول للأسف، ووضعنا الفلسطيني العام السياسي صعب، والمواطن الفلسطيني في حالة احباط في ظل غياب الافق السياسي، والأزمة المالية والضغط  السياسي والاجتماعي، وغياب برنامج لتدعيم صمود الانسان والمناضل الفسطيني، وإعطائه المجال للتفكير بأمور لها بعد نضالي".

وتابع، الأسرى يعلمون أنهم هم أداة المعركة الأولى والاخيرة، لكن ثبت تاريخياً أنه عندما يكون هناك حراك خارجي بقدر حجم المعركة، فهذا سيقلل من عمر الاضراب، ويشكل ضغطا على الاحتلال للاستجابة لمطالب الاسرى، كما سيشعر الأسرى بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.

الانقسام ألقى بظلاله داخل السجون

وقال دولة "من المؤلم أن حالة الانقسام التي نعيشها في الخارج تلقي بظلالها داخل السجون أحيانا، وفي مرحلة ما شعرنا ان داخل السجون كخارجها".

وأوضح دولة "عندما شرع الأسرى في خوض معركة الكرامة الأولى، كان هناك عزوفا من بعض الأسرى، واليوم من دعا للاضراب لم يشارك في المعركة الأولى، وهذا سيثير جدلا في داخل السجون".

وتابع، إدارة السجون تعمل على شق الحركة الأسيرة فحين تفرض عقوبات او تقوم بأية خطوات بحق أي فصيل، تخفف على الفصيل الآخر.

وأضاف قائلاً "اليوم من يدعو للاضراب عن الطعام هي حماس التي لم تشارك في الاضراب الأول، لكن وفق بعض المعلومات المتوفرة لدي فإن فتح ستكون جزء لا يتجزأ من الاضراب وستدخل على مرحلتين، كما صرح مروان البرغوثي أنهم لن يكونوا خارج هذه المعركة".

وأضاف دولة بأن الأسرى اتخذوا هذه الخطوة مكرهين في ظل ما يتعرضون له من هجوم وقمع كبير من قوات الاحتلال، وقال"إن نقاشات خوض اضراب مفتوح عن الطعام يبدأ قبل ستة شهور، حيث تتم المراسلات وتهيئة الظروف، لكن تم اتخاذ هذه القرار بشكل مبكر بسبب ما تشهده السجون".

تصميم وتطوير