صفقة ترامب وخطط نتنياهو والانقسام.. الثالوث القاتل الذي يتربص بالفلسطينيين

08.04.2019 02:21 PM

رام الله – وطن : قال مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية " مسارات" هاني المصري ان اسرائيل لن تعطي الفلسطينيين دولة، ولن تقبل باقامة دولة في غزة او الضفة، لانها ماضية باقامة "إسرائيل الكبرى". 

الاحزاب الاسرائيلية تتنافس على قتلنا

وقال المصري خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الاعلامية ريم العمري، ان الاحزاب التي تتنافس في الانتخابات الاسرائيلية لا تتفق مع اقامة دولة فلسطينية، خاصة بين نتنياهو وغانتس الذين يتنافسان على من يقتل الفلسطينيين وان اختلف اسلوبهما بالقتل.

وحول تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ضم اجزاء من الضفة الغربية بعد الانتخابات الاسرائيلية، وما يطرح من سيناريوهات نُسبت الى ما تسمى بـ"صفقة القرن" حول اقامة دولة في سيناء، قال المصري ان "مخطط سيناء ليس بالجديد، فقد طرح في عام 1953 ورفضه الشعب الفلسطيني انذاك، وما بين فترة واخرى يعاود طرحه من جديد، فهي مخططات قديمة تنتظر التنفيذ فقط".

لا يجب أن ننام على وسام الأوهام

اما عن تصريحات نتنياهو بضم اجزاء من الضفة، فرأى المصري انها لم تأتي بمعزل عما يجري على ارض الواقع من استيطان متواصل، مضيفاً " هذه التصريحات جاءت لتشرع ما يتم فرضه على ارض الواقع بشكل فعلي، ما يؤكد حقيقة الحركة الصهيونية التي تقوم منذ الأزل على شعار واحد مفاده "أرض بلا شعب، وشعب بلا أرض"، وما يجري منذ تلك الفترة حتى اللحظة جوهره مصادرة الأراضي وتهويدها والعمل على أجل تهجير سكانها".

وفي ظل المخططات الاحتلالية، يبدو ان الواقع الفلسطيني لم يتغير لمواجهتها خاصة سياسة التهويد وسلب الاراضي ومصادرتها، لافتا الى ان اسرائيل نفذت خطة فك الارتباط مع قطاع غزة من اجل ابقاء القطاع محاصرا ومهددا، وهذا ما اشار اليه نتنياهو في تصريحاته عندما قال بأن الخيار الحقيقي هو احتلال قطاع غزة لكنه لم يجد من يشتريه، وذلك في اشارة الى تصريحات نتنياهو التي قال فيها "إنه عرض على قادة عرب تولي مسؤولية إدارة قطاع غزة بعد أن تعيد القوات الإسرائيلية احتلاله  وتسقط حكم حركة حماس".

غياب استراتيجية الفعل الفلسطيني

وانتقد المصري غياب استراتيجية الفعل الفلسطيني قائلاً " نحن لدينا استراتيجية ردود الفعل وليس استراتيجية الفعل، وبالتالي فأننا ننسب ما ينشر اسرائيليا من تصريحات حول خطط الاستيطان والضم الى الدعاية الانتخابية، رغم انها  تعكس ما يحدث على أرض الواقع، لاسيما وأن كلا من القدس والجولان قد ضُمت لإسرائيل منذ زمن، والحديث يجري الان عن ضم الضفة الغربية والكتل الاستيطانية، ومناطق (ج) التي يجري التحضير لضمها بشكل واسع قانونيا وسياسيا".

والى جانب الاستيطان والتهويد في الضفة، اشار المصري الى ان جيش الاحتلال يسعى لتنفيذ خطوات اخرى من بينها ضرب قطاع غزة عسكريا قائلاً  "لا يجب أن ننام على وسام الأوهام بأن هناك تهدئة سوف تطول في غزة، وأن نسلم بأقوال نتنياهو بأنه لن يسلم غزة للرئيس محمود عباس، وانه لن تقوم بذلك دولة فلسطينية".

واضاف المصري "نحن للأسف نكتفي بالرفض اللفظي، أو بالصمود على أساس استراتيجية البقاء والانتظار وردة الفعل، وهذه التعامل اذا لم يتغير الى استراتيجية فعل، سيمكن اسرائيل من تحقيق اهدافها بالكامل، وسنكون امام نكبة ثالثة".

النكبة الثالثة

وتابع المصري: النكبة الثالثة ستحدث إذا لم تتغير العوامل والشروط الخاصة بنا،  واهمها اعطاء الأولوية للانفكاك كلياعن اتفاقية أوسلو، بعد ان فشل مؤيديها من الصولو إلى دولة فلسطينية، ولم يصلوا الى حل نهائي، وقد تبين بأن الهدف كان تكريس الحكم الذاتي والتغطية على ما تقوم به إسرائيل من مصادرة وتهويد واستيطان للقدس وبقية الأراضي الفلسطيني.

ولفت المصري الى ان القيادة الفلسطينية اذا ما راهنت على شعبها الصامد ستنتصر، بدلا من المراهنة على المتغيرات في إسرائيل وما ينتج عن الانتخابات، خاصة ان "البعض منا يؤيد عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة، وهناك من يؤيد غانتس وكلاهما يريدان قتلنا وبضربات عسكرية".

صفقة القرن خطرا على الكل الفلسطيني

ولفت المصري الى ان السلطة الفلسطينية تشعر بالطمأنينة ظناً منها أن دولة الاحتلال لن "تستغني" عن وجودها، ولن تتحمل "انهيارها"، وهي غير مدركة أن دولة الاحتلال مستعدة لقلب كل الموازين وقلب سلطات وايجاد سلطات جديد في أي وقت تريده.

وحول نية الادارة الامريكية طرح تفاصيل صفقة القرن، أكد المصري ان الخطة تشكل خطراً على الكل الفلسطيني وليس فقط على حركتي فتح وحماس، لافتا الى أن الصفقة تنفذ بشكل فعلي على أرض الواقع في ظل استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني ما بين الحركتين.

ووجه المصري رسالة الى طرفي الانقسام، قائلا "انقسامكما يُعبد الطريق لصفقة القرن ويسهل تحقيقها، فصفقة القرن ضدكما وضد الشعب ككل"، لافتا الى ان اسرائيل ستنفذ خطة تهجيرنا في الوقت المناسب لها، لاسيما وأن هناك تهجير جزئي حاصل للشعب الفلسطيني، في ظل  أن الاسرائيليين يتزايد عددهم 5 مليون كل 20 عاماً، ما يعني ان فلسطين بعد 40 عاما لن تتسع للفلسطينيين والمستوطنين.

الهدف هو فصل الضفة عن القطاع

واكد المصري، ان الشعب الفلسطيني قادر على احباط كل المخططات التي تحاك ضده اذا توفرت الاستراتيجية والارادة الوطنية، الأمر الذي يتطلب وحدة وطنية مبنية على أساس الشراكة، وبقيادة تؤمن بأن الوحدة هي الطريق وهي الضرورة، وليست خيارا من الخيارات".

وحول مستقبل حل الدولتين وامكانية اقامة دولة فلسطينية في ظل استعداد الرئيس الامريكي دونالد ترامب اقامة ، قال المصري ان "ما يجري على الأرض لا يدلل بالمطلق على وجود دولة فلسطينية، ولكن يمكن الحديث  ان الخطة الموضوعة تتحدث عن دولة فلسطينية لكن دون تحديد حدودها وعاصمتها، فيما إسرائيل ستقبل خطة ترامب وستتحفظ على بعض النقاط".

واضاف المصري " ان الموقف الاسرائيلي من صفقة القرن سيكون على غرار موقف رئيس وزراء الاحتلال أرييل شارون حين طرحت خارطة الطريق عام 2003، اذ لم يرفضها وانما وافق عليها ووضع 14 تحفظا وعمد بذلك على " نسف" بنودها."

واوضح المصري ان هدف ترامب ودولة الاحتلال هو فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وتفتيت الفلسطينيين وتحويلهم إلى افراد لا شعب، دون اي حقوق.

واضاف المصري "المرحلة السياسية الحالية انتهت، ويجب تغيرها" مضيفا " علينا تجميد التنسيق الأمني  وضع خطط واستراتيجيات جديدة ."

تصميم وتطوير