سؤال برسم الاجابة لوزير التربية والتعليم..

هل أولاد الجلزون يكذبون !" ماذا تتوقعون من هكذا بيئة".. 15 ولداً ينتظرون..

23.04.2019 10:27 AM

الطفل ليث : " سألوني اكم من مرة سويت مشكلة بالمدرسة ...وحكيت : زعلت طفلين"

يوسف بركة :  اناشد وزير التربية والتعليم بفتح لجنة تحقيق جديدة

ربعي لـ يوسف : لدينا أسباب خاصة للرفض ولم ننشرها للعلن

عريقات : لا وجود لقوانين وتعليمات محددة حول اخضاع الطفل للاختبار


وطن – ريم أبو لبن: لماذا يصرون على "شيطنة" أبناء المخيمات ومنحهم ألقابا "لا إنسانية"، ولماذا لا تجتمع الأيدي للحد من تلك المسميات، وتحديداً بعد تمرير اتفاقية أوسلو عام 1993م، حيث تعززت" النظرة الطبقية" داخل المجتمع الفلسطيني ككل وليس في المخيمات فقط وإنما في مختلف المدن والقرى.

"الانتفاضة الأولى عام 1987م ساهمت في انصهار المجتمع الفلسطيني في الأراضي المحتلة فيما كان يعلو الصوت الواحد و "الكل الواحد" وعنوان تلك المرحلة" التلاحم الحقيقي"، والأمر قد اختلف بمجيء أوسلو"، هذا ما ذكره لوكالة وطن المحامي شوقي العيسة.

وقد يضيع حق المواطن واللاجئ في المخيم بفعل اسباب "طبقية" وسياسية قد ارتبطت يتمرس البعض في اصدار الأحكام وبصورة نمطية (ستيريو تايب) دون وعي ثقافي او ادارك أهمية المخيمات سياسياً.

وفي مخيم الجلزون، تضيع أبسط الحقوق حتى في القطاع التعليمي، لاسيما وأن شروطا ومعايير خاصة توضع أمام أهالي المخيم عندما يقررون في لحظة صمت أن يسعوْا لتطوير قدرات ابنائهم العلمية والحاقهم في مدارس (خاصة)، فيما يواجهون واقعاً "مريراً" يذكرهم بأصولهم وبيئتهم التي أخرجت القادة والمثقفين وعبر 70 عاماً مضت.

يقولون بأن المخيم وكما كان يلقبه الرئيس الراحل ياسر عرفات  بـ (الوادي الأخضر) هو أصل الحكاية، ومنه تبدأ الحكايات ولا تنتهي، وبه نضال لم ينقطع منذ عام 1949 حتى اللحظة، رغم زحف ألواح الزينكو والباطون، لاسيما وان أهالي المخيم غارقون في الوادي بعد اختفاء ذاك الشجر (الأخضر).

عاش في المخيم أناس "على الهامش" وبملامح أسطورية، ومنهم لاجئون لم يبق لهم الا التعليم، بعد ضياع أرضهم ورحلة اللجوء عام 1948، وهو السلاح الذي يتفاخرون به بين غيرهم فمنهم المتميز والمبدع، غير انه ملاذ لهم في الهروب من قصص شهداء واسرى المخيم.

ومن بين هؤلاء أيضا أطفال يبحثون عن الأمان والحرية بين أزقة المخيم، ومن بينهم الطفل ليث صافي، والذي تفوق بتعليمه وشخصيته، لاسيما وأنه ترعرع في منزل مناضل وداخل مخيم.

والحكاية هنا مختلفة، حكاية طفل المخيم ...

لم تهدأ وتيرة مخيم الجلزون الواقع شمالي رام الله بفعل رفض الاكاديمية العربية للتعليم الحديث في بلدة سردا، انضمام الطفل ليث صافي إلى مقاعد الدراسة، بحسب ما أوضح والده يوسف بركة، في حوار لوكالة وطن.

ووفق تقييم الاكاديمية فقد اجتاز الطفل الاختبار (المكتوب والشفوي) بتفوق أيضا.

وقد اعتبرت العائلة بأن ذاك الرفض سببه الأساسي بأن الطفل يحمل جينات وراثية وسم بها تاريخ مخيم أي مخيم الجلزون.

وقال الوالد ساخراً: " هل أحضر لهم شهادة عدم محكومية للطفل لكي يتم قبوله بالاكاديمية .. أمر لا يعقل".

"ماذا تتوقعين من الطفل .. و من هكذا أجواء يوفرها الوالدان في هكذا بيئة" هكذا رد محمد ربعي، وهو مدير عام الاكاديمية العربية للتعليم الحديث، حينما وجه له سؤال مفاده : هل الطفل ليث يكذب؟ وهل تعتقد بأنه قد تم تلقينه كي يحفظ الاجابات عن ظهر قلب، حينما تحدث عن طبيعة الاسئلة التي طرحتها المديرة عليه خلال الامتحان الشفوي وداخل " الغرفة المغلقة" ودون تواجد الأهل.

عدنا أدراجنا محملين بعدة تساؤلات حول ما ذكره، فيما شعرنا بهول الصدمة تجاه ذلك، أهذه فلسطين التي نريد! والى أين وصلنا.

"قبل الدخول للامتحان الشفوي قيل لـ ليث وبعد احتضانه من قبل المديرة والمعلمة رحاب ( لن نسأل عن علامات ليث ..معروف انه شاطر)"، هذا ما أوضحته نجية عبيد وهي والدة ليث خلال حديثها لوطن، فهي تعمل كمعلمة للغة الانجليزية في مدرسة ذكور جميل شحادة الثانوية، فيما التحقت بمدرسة الاوائل من قبل بجانب كلا من مديرة الاكاديمية شروق ابو هدبة، والمعلمة رحاب الجمال.

يذكر أن الطفل ليث قد حصد علامة جيد جدا في اختبار الاكاديمية، لاسيما انه اجتاز الامتحان المكتوب بتفوق وعن ثلاث مواد دراسية، وقد استغرق الامتحان ساعتين ونصف، فيما تم استدعاؤه وبعد مضي 4 أيام من عمر الامتحان الأول ليجلس داخل "غرفة مغلقة" في الاكاديمية لاسيما وأن الدته منعت من دخول ذات الغرفة.

وعند سؤال الأم عن الاسئلة التي وجهت للطفل، قالت وهي تبدي استياءها: " قال لي ليث بأن المديرة قد وجهت له سؤال مقاده ( ما هي وظيفة والدك) أجاب ليث (في الأمن الوقائي)، وفي سؤال اخر : ( كم عدد المشاكل التي قمت بها يا ليث في المدرسة السابقة) وأجاب ليث وببراءة ( لا أذكر ولكن ازعلت طفلين).

وأضاف الوالد قائلا : " سؤل أيضا ( عندما يقوم احدهم بأخذ غرض منك ..ماذا تفعل يا ليث ) أجاب ليث ( اقوم بدفعه ) واعيد السؤال مرة اخرى ".

قال ربعي : " خضع ليث لمقابلة طبيعية من قبل مديرة المدرسة، فيما سئل العديد من الأسئلة وضمن الاطار الطبيعي ايضا".

فهل من الطبيعي تربوياً أن يقف الطفل امام سؤال يشير بمضمونه إلى سلوك " عدواني"، قال ربعي : " لم تطرح تلك التساؤلات، وانما وجه له سؤال (لماذا ترغب بالانتقال من مدرستك إلى الاكاديمية)".

أضاف :" في نهاية المطاف لا نبني تقييمنا على اجابات طفل، فهو يتحدث بالشيء المناسب له".

فيما تم الاشارة هنا خلال حديث مع ربعي بأن الطفل قد ينسج أمراً من درب الخيال وهنا يؤكد عدم طرح تلك التساؤلات بحسب ادعاء الأهل، مشيراً بأن من يجري الاختبار هي مديرة المدرسة بجانب مرشد طلابي وهما يمتلكان درجة عالية من الكفاءة والتعليم على حد قول ربعي.
في ذات السياق، قال مدير مديرية التربية والتعليم في رام الله باسم عريقات في اتصال هاتفي مع وكالة وطن: " لا وجود للقوانين والتعليمات الواضحة والمحددة بخصوص اخضاع أي طفل لاختبار اكاديمي".

أضاف : " لاعلم لي بطبيعة الاسئلة التي طرحت، ولم توضع ضمن الشكوى المقدمة وهذا يقع على عاتق الوالد".


" الرفض ... معايير خاصة"
قال والد الطفل : " عند سؤال ربعي عن سبب الرفض قال (لدينا معايير خاصة)"

وكان بركة قد طالب ربعي بالحصول على كتاب رسمي بذلك ولكن رفضت الاكاديمية منحه اياه، فيما لم يتحدث حينها عن عدم توفر شاغر للطلاب داخل الصف الرابع.

وفي رسالة وجهها الوالد لمدير الأكاديمية : " انا اقول له اريد معرفة هذه الأسباب التي قمت باكتشافها من خلال المقابلات الشخصية مع طفلي، ومن بيئنا وتربيتنا ..وعليها تم رفض قبول الطفل".

وعن أسباب رفض انضمام الطفل ليث إلى الاكاديمية، قال ربعي: " لم يرفض ليث وانما تم تقديم اعتذار من قبوله وذلك لأكثر من سبب، لاسيما وأن السبب الأساسي يشير بان الطاقة الاستيعابية للاكاديمية محدودة، حيث يفتح باب التسجيل للجميع ويمنح الأولوية لطلاب الاكاديمية والملزمين بهم بحكم التعليمات واللوائح الصادرة عن وزارة التربية والتعليم".

أضاف : " ليث وضع على قائمة الانتظار ، فإن انسحب احد الطلاب يمكنه حينها الانضمام، وقد تم تقييم مستوى الطالب ولكن لا نستطيع أن نوضح بشكل مفصل وجود نقص الصفوق واكتظاظ اللوائح".

لنتوقف هنا قليلاً وقد نلمس تناقضاً في التصريحات، ليث لم يرفض وانما تلقى اعتذاراً بعدم قبوله، أي رفض ولكن بصفة الاعتذار، ومن ثم صرح ربعي بأن ليث على قائمة الانتظار وكغيره من باقي الطلاب.

" محمد الربعي لا يتكلم الحقيقة ولا الصحيح وما حصل بيني وبينه".  وفي معرض الرد، قال يوسف بركة والد الطفل لوكالة وطن.

أضاف : "لم يكن الرد الأولي لمحمد بعدم توفير شواغر، وانما ما نشره عبر (فيس بوك) حرفياً هو : احتراما لابنكم ومؤسستنا فإننا لا ننشر المعلومات الخاصة عبر مواقع التواصل".

واستكمل حديثه قائلاً: "إذا لدى محمد أسباب خاصة للرفض... واريد معرفتها، وفي رد على تعليقه اعطيته الضوء الاخضر لكي يتحدث امام الملأ عن تلك الاسباب الخاصة"

وعند السؤال عن معرفة الوالد بأن ليث على قائمة الانتظار، قال : " لم يعلمونا بانه على قائمة الانتظار ...وضعو أسباب عدة".

إذا فقط ظهر امامنا أسباب عدة للرفض وجاءت بها الاكاديمية على حد قول والد الطفل، وهي  : اسباب خاصة يصعب نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وسلوكيات الطفل، ولا متسع للطفل.

لم تكف الاقلام عن الكتابة، فقد عمدت معلمات من المدرسة بوضع سبب اخر لرفض التحاق ليث، فيما انكرت احداهن كتابة تعليق على "فيس بوك" وذكرت في حوار مع احدى المعلمات داخل المدرسة : " لا.. لم اكن في اللجنة".

الطفل ليث في حوار مع والديه أكد لهما بأن كلا من المديرة شروق ابو هدبة والمعلمة حنان الجمال كانتا متواجدتان داخل غرفة الاختبار الشفوي، فيما انكرت رحاب تواجدها في اللجنة ونشر ذاك التعليق الذي احتفظنا بنسخة منه.

والسؤال هنا، هل يمكن لبعص السلوكيات أن تشكل تقييما للرفض والقبول؟

قالت المعلمة نجية عيد والدة ليث : " بكل تأكيد لا يشكل تقييما لرفض وقبول الطفل، حيث تم الطلب مني تقييم سلوكيات ليث وكانت جميعها طبيعية، حيث من الجيد التطرق لها حتى يحصل ابني على توجيهات ارشادية".

وعند سؤال ربعي عن الاخذ بالتقييم السلوكي للطالب، وهل له علاقة برفض الطالب او قبوله للالتحاق، قال : " لا. لا يشكل تقييما للرفض او القبول، ولم يؤخذ به ولم يرفض لذلك".


تشكيل لجنة تحقيق !

 

بعد نشر القضيه للرأي العام وتقديم الشكوى من قبل الوالد، شكلت مديرية التربية والتعليم لجنة تحقيق في الأمر وكانت النتيجة : "لا يوجد متسع". بحسب ما ذكره مدير مديرية التربية والتعليم في رام الله باسم عريقات.

قال عريقات :" تقرير لجنة التحقيق يظهر بأن 27 طالبا على قائمة الانتظار ومن بينهم الطفل ليث".

فيما علمنا بأن 15 طفلا من مخيم الجلزون تحديدا ينتظرون رد الاكاديمية وقد وضعوا على لوائح الانتظار.

وكنا قد توجهنا بسؤال لمدير الاكاديمية محمد ربعي خلال حوار معه، وحول عدد الطلاب الذين التحقوا هذا العام بالاكاديمية  ومن مخيم الجلزون..
وعليه فقد لم نحصل على الاجابة الوافية لذات السؤال و بعد طرق بابه ثلاث مرات، حيث في كل مرة يجيب : " باب التسجيل مفتوح ونحن نستقبل جميع الطلاب من مختلف المدن والقرى".

وكان ناشد يوسف بركة والد ليث وزيرة التربية والتعليم وعبر صفحته الخاصة على موقع "فيس بوك" بتصويب البوصلة تجاه طفله والاطفال الاخرين من سكان مخيم الجلزون، لاسيما وأنه اعتبر بأن ادارة الاكاديمية قد تعاملت مع القضية بشكل " مجحف" وغير " قانوني" غير أنها لم تقدم له السبب وبشكل رسمي وراء رفض انضمام ليث للاكاديمية، فيما تنصل البعض في الادارة من ذكر الاسباب بعد مماطلات ومحاولات قامت بها العائلة.


قال بركة : " أناشد وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة تحقيق جديدة بخصوص ابني، اريد معرفة السبب وراء رفضه ... هل فقط لانه ابن مخيم؟" .. وهذا سؤال برسم الاجابة لوزير التربية والتعليم.


" من يصدر التعليمات .."
" ربعي هو موظف في الاوقاف، وامام في مسجد سردا.. ولم يدرج اسمه ضمن لوائح التربية والتعليم ومنصب مدير عام...وهذا بحسب ما ذكرت المصادر لي من داخل التربية، فمن منحه الحق لتقرير مصير ابنائنا". هذا ما ذكره والد الطفل.

محمد يحمل منصب مدير عام شركة الاكاديمية العربية للتعليم الحديث بحسب ما أوردت التربية، وعليه فهو غير مسؤول عن ادارة شؤون المدرسة بشكل مباشر، ومن يقرر بالتحاق الطلبة هي المديرة شروق أبو هدبة

إذن، فقد منح صلاحيات غير مخولة له، فيما بقي 15 طالبا من أطفال مخيم الجلزون ينتظرون الرد وقد ملوا من وسمهم على قائمة الانتظار، فهل سيقبلون؟ ام سنعاود طرق باب لا نود فتحه ويدلل على" نظرة عنصرية"؟ وان فتح ذاك الباب على مصرعيه .. من سيوصده؟
ملف لم تغلق أبوابه بعد وقد وضع أمام وزير التربية والتعليم مروان عورتاني ..وينتظر الرد ... ويوسف يناشد بلجنة تحقيق جديدة.


 

 


 

تصميم وتطوير