المحلل العسكري واصف عريقات لوطن: المواجهة الاخيرة كانت لصالح المقاومة ودوافع الاحتلال للتهدئة كثيرة

06.05.2019 10:52 AM

رام الله- وطن: قال المحلل والخبير العسكري اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات خلال حديثة لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه الإعلامية ريم العمري، إن الجبهة الداخلية الإسرائيلية اكتشفت خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية كاذبة.  

وفي تعليقه على الضربات الجوية لطيران الاحتلال، والتي استهدفت المدنيين، أشار إلى رغبة إسرائيل بإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف المدنيين بهدف الضغط على فصائل المقاومة ودفعها لتسليم الراية البيضاء، وبالتالي تكون الفرصة متاحة أمام الاحتلال لإلغاء التفاهمات السابقة مع المصريين والتنصل منها.

 

ماجرى في الميدان كان لصالح المقاومة

 

ومن الناحية العسكرية أكد عريقات، أن كل ما جرى ميدانياً كان لصالح المقاومة الفلسطينية وضد المصلحة الإسرائيلية، بالرغم من الالم والدموع والدم، التي اعتبرها ضريبة الكرامة والعزة والصمود.

وفي معرض إجابته عن توقعاته تجاه الالتزام بإتفاق التهدئة، قال: "لا صدق عند الإسرائيليين ولا ميثاق، وإذا ما اقتضت الضرورة أو المصلحة أن يبدأوا عدواناً جديداً على قطاع غزة سيبدأون".

وأشار إلى مجموعة من الاعتبارات التي دفعت إسرائيل باتجاه التهدئة، أهمها مهرجان الأغنية الأوروبية "اليوروفيجين" المقرر إجراؤه الشهر الحالي، بالإضافة إلى احتفالات إسرائيل بما تسميه يوم الاستقلال، والذي يصادف الذكرى ال 71 لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده في الخامس عشر من أيار في كل عام، مشيراً إلى اعتبارات أخرى مثل تشكيل الحكومة وتمرير "صفقة القرن".

و قال عريقات: " إن العدوان على قطاع غزة كان رسالة من نتنياهو إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية مفادها أنه لا يساوم ولا يتنازل،  ولكنه تنازل مرغماً".

وأضاف إنه وبالرغم من الألم الفلسطيني، إلا أن المقاومة استطاعت إرسال رسائل قوية واستطاعت أن تقدم بلاءً حسناً، ومن أقوى الرسائل التي قدمتها فصائل المقاومة سقوط الصاروخ على منزل آفي ديختير، مؤكدا على ضرورة وحدة القوة الميدانية لفصائل العمل المقاوم وشدد على أهميتها. 

 

لمعرفة خسائر الاحتلال خلال العدوان على غزة علينا الانتظار 30 عام

 

وفي تعليقه على سؤال متعلق بإفصاح إسرائيل عن حجم خسائرها الحقيقة، بخاصة بعد تحدي الغرفة المشتركة للاحتلال بأن يعلن حجم خسائره في عسقلان جراء قصفها، قال: "إذا ما أردنا البحث عن المعلومة الحقيقية او الخبر الحقيقي علينا الانتظار 30 سنة"، في إشارة واضحة إلى عمر التقادم للخبر أو للمعلومة، في العرف الإسرائيلي.

أما ما يتعلق بالإعلام الإسرائيلي، أكد عريقات ومن خلال متابعته لوسائل الإعلام العبرية طيلة أيام التصعيد الأخيرة على القطاع، أنه إعلام أمني استخباري موجه، مدللا على ذلك بأوامر صدرت من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الوزراء بمنع الحديث بمواضيع محددة، ولفت أخيراً إلى ضرورة التعامل مع المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية على انها مؤسسة أمنية.

 

لا مواقع عسكرية ثابتة في غزة

 

وأخيراً قال عريقات: "في غزة لا توجد مواقع عسكرية كما تدعي إسرائيل، والمواقع في قطاع غزة مواقع أمنية وشرطية وليست مواقع لجيش نظامي، وإن المقاومة في القطاع هي عبارة عن خلايا أو مجموعات صغيرة ومتنقلة بخاصة في حالة الاستنفار".

وفي حسابات ميزان القوى أكد أن ميزان القوى يرجح لجيش الاحتلال، فهو قادر على محاربة الجيوش العربية مجتمعة، ولكن الحرب حرب إرادة وليست حرباً تقليدية يمكننا أن نرجح فيها الغلبة لطرف دون الآخر، وعندما يتصل أمر الحرب بالإرادة فإن الإرادة والعزة والكرامة ستنجح.

 

تصميم وتطوير