المصري: خطة القرن تسير بعكس التاريخ والجغرافيا وأتوقع فشلها

هاني المصري لوطن: الأموال القطرية خطيرة.. والنظام السياسي الفلسطيني بات عاجزاً عن مواجهة المخاطر

08.05.2019 10:56 AM

وطن: اعتبر الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن الاموال القطرية المقدمة للسلطة الفلسطينية "خطيرة وليست مضرة فقط"..

وفي حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الإعلامية، ريم العمري، عن الاموال القطرية، حذّر المصري من أن "قطر جزء من المخططات الجارية في المنطقة، لمنع الفلسطينيين من الوقوف على أرجلهم".

ولكن في ذات الوقت، لام على الموقف الفلسطيني، وتناقضاته الكثرة، لأن السلطة "ترفضت أخذ الأموال منقوصة من إسرائيل، وأعلنت فتح بابا المواجهة مع الاحتلال وهددت بحل السلطة، ثم تذهب السلطة لأخذ أموال (قطرية) بديلة، مما يدل على أن السياسة الفلسطينية غير مفهومة، لأنها تخسر ورقة التهديد بانهيار السلطة".. مما يدل على أن "القرار الفلسطيني متناقض مع نفسه"، حسب قوله.

وقال المصري: "النظام السياسي الفلسطيني بات عاجزًا عن مواجهة المخاطر"، بحيث لا يكفي أن نرفض خطة ترامب، بل يجب أن يكون هناك خطة بديلة يتم البناء عليها.

واعتبر المصري أن رؤية الأمور من وجه واحد يعتبر قصوراً في الرؤية، حيث وصف الأموال القطرية بأنها "تساعد"، ولكن المهم هو في أي سياق، وبناء على أقوال نتياهو قبل الانتخابات الذي وصف المال القطري المقدم إلى غزة بأنه "جزء من استراتيجية أوسع لإبقاء الفلسطينيين منقسمين"، رأى المصري أن هذا السياق يدل على أن الأموال القطرية خطيرة.

وفيما يخص خطة ترامب المسماة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، تنبّأ المصري بفشلها لأنها قائمة على أخطاء كبيرة، تسير ضد التاريخ والجغرافيا وحقوق الفلسطينيين، واصفاً القائمين على الخطة بأنهم "هواة" في السياسة.

واعتبر التسريبات حول الأموال والمليارات المقدمة للفلسطينيين في إطار الصفقة، بأنها للتضليل وتضييع الحقوق العامة وإدخالنا إلى دهاليز اقتصادية وحلول فردية وهمية. مثلما كان عليه الأمر قبل اتفاق أوسلو، والوعود بتحويل أراضي الحكم الذاتي إلى "سنغافورة". 

وأما الانتعاش الاقتصادي الموعود، بحسب تسريبات خطة ترامب، فقال أنه سيكون فقط "من خلال دمج السوق الاقتصادي بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال، لإبقائنا تحت مستوى الفقر، وجعل فئة بسيطة من الفلسطينيين هي المستفيدة".

واعتبر أن استراتيجية إسرائيل تقوم على الوقوف في وجه تنمية المنطقة، لإبقاء المنطقة أسيرة للتخلف والتجزئة، خدمة للدول الاستعمارية الكبرى.

وفيما يخص آخر تسريبات الصفقة التي نشرتها "إسرائيل هيوم" العبرية، فاعتبر المصري أن المخطط الإسرائيلي في سيناء ليس جديداً، وتوطين الفلسطينيين في سيناء مطروح منذ الخمسينات، ولكن مصر ترفض والفلسطينيين قاوموا، "حيث أن الحديث كله يدور حول السكان الفلسطينيين، دون الحديث عن الجغرافيا والتاريخ والحقوق، لأنهم يريدون تهجيرنا".

وورأى أن عملية تقوم على التهجير البطيء للفلسطينيين، يتم ذلك من خلال تضييق سبل الحياة، والأمر لا يقتصر على الفلسطينيين، إنما يتم إفقار الأردن ولبنان، لتنفيذ مخطط توطين الفلسطينيين، واعتبر الموقف الفلسطيني هو الأهم.

ولمواجهة صفقة القرن، دعا المصري لضرورة انعقاد "لقاء وطني شامل يضم الكل الفلسطيني الفاعل برئاسة الرئيس عباس لوضع رؤية واستراتيجية لمواجهة خطة ترامب".

وفي ذات السياق، قال المصري: "الخطوات الفلسطينية الرسمية على الرغم من أنها شجاعة إلا أنها لا تكفي".

وتساءل: "لماذا لا يتم مواجهة التطبيع الفلسطيني والتنسيق الأمني ومقاطعة المستوطنات وسحب الاعتراف بإسرائيل"

وطالب بضرورة "رفع وتيروة حتى المعارك الدبلوماسية ضد إسرائيل في العالم".

مطالباً بـ "توفير الإمكانيات للمقاومة الشعبية"، لإن الاحتلال لا يلتزم إلّا إذا خسر، ضارباً المثل بما حدث في لبنان، عندما أجبروا على الانسحاب بالقوة".

تصميم وتطوير