سنعقد مؤتمراً للرد على مؤتمر البحرين قريباً

جمعية رجال الأعمال لوطن: لن نشارك بمؤتمر البحرين ومن يشارك يعتبر خارجا عن الصف الوطني

28.05.2019 11:56 AM

رام الله- وطن : "لن يشارك أي رجل أعمال فلسطيني وطني في مؤتمر البحرين المزمع انعقاده الشهر القادم بالعاصمة المنامة". هكذا عبر  اسامة عمرو، رئيس جمعية رجال الاعمال الفلسطينيين، عن موقف الجمعية الرافض للمشاركة في مؤتمر " صفقة القرن" والذي دعت إليه الادارة الامريكية.

وقال عمرو في حديث لبرنامج شد حيلك يا وطن الذي تقدمه ريم العمري : " لا يمكن استبعاد مشاركة البعض من رجال الاعمال في المؤتمر، وقد يجتهد البعض بطريقة خارجة عن الصف الوطني، وقد يكون هناك من تسول نفسه للتجاوز، ولكن الموقف الوطني واضح".

وأوضح عمرو أنه بالامس تم عقد اجتماع ما بين كافة مؤسسات ومكونات القطاع الخاص وهي ممثلة بالمجلس التنسيق الفلسطيني للقطاع الخاص من (رجال أعمال، غرفة الصناعة والتجارة، اتحاد الصناعات، اتحاد تكنولوجيا ونظم المعلومات، اتحاد البنوك، وشركات التأمين)،وذلك لاتخاذ موقف واضح وصريح تجاه مقاطعة ورفض المشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي والمزمع انعقاده الشهر القادم.

في ذات السياق، قال : "على كافة المؤسسات التي تقع تحت اطار القطاع الخاص أن تلتزم بما يتم الاتفاق عليه، ومن لا يلتزم يعتبر خارجا عن الصف الوطني".

وأضاف موجهاً رسالة لرجال الأعمال الفلسطينيين : " على رجال الأعمال أن يكثفوا الجهود من أجل التخفيف أو تجاوز الأزمة، فلنشد الأحزمة ونضاعف استثماراتنا، لاسيما وأن حل الأزمة المالية يحتاج إلى طريقة خلاقة ومبدعة".

وأشار عمرو إلى أن البنوك الفلسطينية لم تتوانى لحظة عن تقديم الدعم للحكومة، وهي على استعداد دائم لتقديم ما يمكن تقديمه من أجل اجتياز الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها السلطة الفلسطينية.

وخلال جلسة الحكومة أمس، أكد رئيس الوزراء د.محمد اشتية بأن الحكومة سوف تلجأ للاقتراض من البنوك المحلية من أجل صرف رواتب الموظفين عن شهر مايو/آيار الجاري، مشدداً على موقف السلطة الفلسطينية برفض استلام أموال المقاصة من الاحتلال منقوصة.

وقال عمرو: "لا يجب أن نكابر كثيرا، لاسيما وأن الأزمة الراهنة هي أكبر حجماً من أن يتم تجاوزها بجهود ذاتية، فيما نطالب الدول العربية والعالم الاسلامي لتفعيل شبكة الأمان التي وعدنا بها خلال انعقاد مؤتمرات القمة العربية، وان لا تبقى حبراً على ورق، ونحن بحاجة لتلك الأموال".

وأضاف: "لا يمكن لنا مواجهة هذه الأزمة وحدنا بالمطلق، وما نحتاجه دعم عربي وكل جهد دولي من اجل الوقوف مع شعب تحت احتلال".

"موقف رجال الاعمال منسجم مع القيادة"

قال عمرو : "نحن كرجال أعمال لدينا معايير واضحة وصريحة للتعامل مع الاحتلال، ولكن نحن مرغمين ومضطرين للقيام ببعض الأعمال الاقتصادية مع الجانب الإسرائيلي والتي تشكل أكثر من ثلثي الاقتصاد الفلسطيني، فيما لا يوجد امامنا أي منفذ مع العالم إلا من خلال إسرائيل".

وأضاف : " ولكن لدينا الثوابت التي لا يمكن لأي رجل اعمال فلسطيني تجاوزها، فيما لا يحق باتخاذ اي موقف يخالف القيادة والموقف الوطني، والتمسك بالثوابت الفلسطينية".

وعند سؤاله عن موقف الجمعية من بعض رجال الأعمال الذين يساهمون في شراكات اقتصادية وتجارية مع الجانب الإسرائيلي، قال : "هؤلاء مجرمين بحق شعبهم وذاتهم، والاستيطان هو سرطان فعلي للجسم الفلسطيني، وهو يؤذي الاقتصاد والانسان وما هو انساني في مناطق السلطة الفلسطينية".

وقال:"الموقف واضح ومتخذ، والمستوطنات تنافسنا في لقمة عيشنا قبل أن تكون مجسمات غير شرعية، ونحن نجهر باننا نقاطع بضائع المستوطنات، ونسعى لأن تصبح الاسواق الفلسطينية والعالمية خالية من بضائع المستوطنات".

أضاف: "منتجات المستوطنات هي محرمة بالنسبة لنا، ويجب عدم التعامل معها بالمطلق، وهذا موقف رجال الاعمال الواضح والمصرح به".

مؤتمر البحرين : سياسة العصا والجزرة

وعن تقديم المليارات في مؤتمر البحرين كجزء من صفقة القرن، قال عمرو "هو ترجمة فعلية لسياسة (العصا والجزرة)، فإما ان تضرب بالعصا أو ان تقبل بـ(الجزرة)، وهذه الجزرة تقدم لنا من أجل التنازل عن حقوقنا السياسية او تسويف المطالبة بحقوقنا السياسية، القيادة ليست بهذه السذاجة للموافقة على اعطاءنا بعض الملايين بهدف ابتزاز الشعب الفلسطيني وقيادته". 

ورفضت السلطة الفلسطينية ورجال الأعمال الفلسطينيين المشاركة في المؤتمر، فيما رحبت بعض الدول العربية مثل البحرين والسعودية، الامارات، وسلطنة عُمان، واعلنت مشاركتها، بينما لم تعلن دول عربية أخرى عن موقفها من المشاركة.

وقال عمرو : " نحن ندعو الدول العربية لمراجعة موقفها تجاه المشاركة، وأن تعي بأن الشعب الفلسطيني بحاجة الى احقاق حقوقه السياسية ولا يتعلق الأمر بحفنة من الدولارات، وعليهم أن لا يقعوا بالفخ الأمريكي".

" الحل سياسي وليس اقتصادي"

في ذات السياق، قال إن "الحل سياسيا وليس اقتصاديا، لاسيما وأن الحل الاقتصادي أثبت فشله، وقد تم تمويل السلطة بمليارات من الدولات على مدار السنوات، وذهبت هذه الاموال ادراج الرياح ولم يتم الاستفادة منها كما يجب، لان كل الاستثمارات قد تم تدميرها بـ الجرافات الإسرائيلية، فيما تم اغلاق مشاريع كبرى ورفض مشاريع اخرى".

وذكر عمرو، أنه إذا لم يكن لدى السلطة الفلسطينية قدرة على التحكم بموارد الدولة وعمليات التصدير والاستيراد، وعلى غرار الدول الحرة والمستقلة، فلن يقوم للاقتصاد الفلسطيني قائمة مهما تم ضخ الأموال.

وأكد "نحن نرفض تكرار هذا السيناريو، وعلينا البدء بالحل سياسياً ونحن دعاة سلام، ولسنا دعاة حرب، ولا نرفض من أجل الرفض وانما من اجل احقاق الحق للشعب الفلسطيني".

وأوضح أن مؤتمر البحرين الاقتصادي جاء بموجب خطة قد اقترحتها الإدارة الأمريكية من أجل حل وتصفية القضية الفلسطينية من خلال البدء بالاقتصاد، لاسيما وأن هذه الخطة الأمريكية قد طرحت في وقت سابق ولكن ما يختلف اليوم هو رؤية الادارة الأمريكية (بفرض وليس التفاوض) مع الفلسطيني.

عمرو : " سنعقد مؤتمراً للرد .. وتحسين اداء الاقتصاد"

أكد رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين، أنه يجري التخطيط لعقد مؤتمر اقتصادي لمواجهة مؤتمر البحرين من أجل استنهاض القوى الداخلية الفلسطينية، لاسيما وأن سياسة الحكومة للخروج من الازمة المالية الراهنة ومن خلال الاقتراض من البنوك لها سقف زمني معين بحسب ما ذكر عمرو.

وعند سؤاله عن موعد انعقاد المؤتمر للرد على مؤتمر البحرين، قال : " المؤتمر سيسبق انعقاد مؤتمر البحرين أبو بالتزامن معه، حيث سنبدأ بتحضيرات سريعة وليس من أجل الحديث فقط ، وانما لوضع آليات اقتصادية من أجل تجاوز الازمة الراهنة".

وأضاف: "هذا المؤتمر هو كرد على مؤتمر البحرين الاقتصادي، ومن أجل تحسين أداء الاقتصاد الفلسطيني، لاسيما أننا أمام حكومة جديدة ولديها برنامج اقتصادي طموح، ونحن نسعى كقطاع خاص للتعاون مع الحكومة من أجل النهوض وتحسين القدرات الاقتصادية الفلسطينية".

أمريكا تجوع الشعب الفلسطيتي وتعرف ماذا تفعل

قال عمرو " ما تقوم به الإدارة الأمريكية يمكن تسميته بـ محاولة (تجويع) المجتمع الفلسطيني، وذلك من أجل أن يرى المواطن (الوجبة الدسمة) وتعرض امامه وهو في حالة (جوع)، وبالتالي الإدارة الأمريكية تعرف ماذا تفعل".

وأضاف : "وفي المقابل فإن تلك الإدارة لا تعلم بأن الشعب الفلسطيني لن يقاضي حريته وحقه في تقرير مصيره وحق العودة والافراج عن اسراه، بلقمة العيش".

تصميم وتطوير