"صفقة القرن" هدفها إدامة الاحتلال والتسويق لوهم الازدهار في ظل استمراره

هاني المصري لوطن: غداً إما سيعلنون فشلهم في المنامة أو سيوجّهون ضربة للفلسطينين وقيادتهم.. وعلى الحالتين علينا أن نستعد

24.06.2019 09:58 AM

وطن: "غداً إما سيعلنون الفشل، أو سيقومون بضرب الفلسطينين والقيادة والسلطة لإخضاعها وقبلوها بالعرض، وعلى الحالتين يجب أن نستعد". هذا ما قاله الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، مشيراً بأن السلام الاقتصادي لن يتحقق في حال لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، حيث لا سلام اقتصادي دون وجود سلام سياسي.

وأضاف المصري وضمن موجة "وطن وكرامة: فلسطين ليست للبيع" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية واصفاً الصفقة: "أصبح واضحا بأن صفقة القرن لم تعد صفقة فقط وإنما هي مؤامرة ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وهي محكومة بالفشل لكونها (متطرفة) خاصة وأن عدداً من الصهاينة يرفضون طرحها". 

وكان البيت الأبيض قد أعلن رسمياً عن ملامح خطة "صفقة القرن" والتي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كخطة للسلام في الشرق الأوسط، وهي تحمل بمضمونها الفعلي أهدافا سياسية لا اقتصادية، وبحسب الخطة فإن الدول المانحة والمستثمريون سيساهمون بنحو 50 ملياراً من بينها 28 مليار ستذهب للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، و 9 مليارات لمصر، و 7.5 مليار للاردن، و 6 مليارات للبنان.

وقال المصري معقبا على فحوى الخطة: "وفق الخطة فإن الدول المانحة ستساهم بـ 50 مليار، نصفها ستذهب كقروض، وهي ليست منحة، كما أن 11 ملياراً  هي من رأس المال الخاص، وعليه فإن القطاع الخاص يدعم ولا يستثمر للربح".

وتابع: "الخطة تتسم بالجهل السياسي والاقتصادي، غير أنه لم تعرف بعد من هي الجهات المانحة، وهل ستنفذ أم لا، كما أن الخطة لم يذكر بها (سلطة فلسطينية) متجاهلةً التوسع الاستيطاني وما تفعله في الأراضي الفلسطينية".

وتابع حديثه: "الخطة هدفها إدامة الاحتلال وتسويق وهم الازدهار تحت الاحتلال وليس الازدهار من أجل السلام كما يدعون".

فيما أوضح المصري خلال حديثه بأن المشاريع التي ستنفذ على الأرض وضمن الخطة معرضة للتدمير، لا سيما وأن ما سيحدث مجابهة ما بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، والاحتلال سيدمر منشآت ومشاريع كما فعل بعد إعادة احتلاله وبشكل مباشر للضفة ما بين أعوام (2000-2004)، حيث دمر المنشآت والمشاريع التي قدمتها الدول المانحة للسلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاق أوسلو.

وقال المصري: "اسرائيل تسعى لتدمير كل شيء، كيف سيتحقق الاستثمار أو الرخاء أو السلام الاقتصادي في ظل الاحتلال (غير المغلق) أي انه لم يصل لحده النهائي، والمشروع الصهيوني ما زال (مفتوحا) ويعمل من أجل ضم المناطق تحت سيادته".

وتابع: "حتى أن إسرائيل تريد عزل الضفة عن غزة وأن لا يتحقق التواصل الحقيقي، فهي عارضت الممر الذي سيربط الضفة بغزة، والذي خصص له مبلغا يقدر بـ 5 مليار دولار".

فيما أشار خلال حديثه إلى استمرار المخططات الإسرائيلية في الضم والتوسع، والهادفة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وفرض السيطرة الإسرائيلية. وقال: "هم لا يريدون التوقف والتوصل لحل.. يريدون المزيد".

وعن المنح المقدمة للدول العربية التي شملتها خطة "صفقة القرن"، قال المصري: "المنحة المقدمة لمصر والتي تقدر بـ 9 مليارات تهدف من خلالها إسرائيل إلى رمي غزة في أحضان مصر،  وهذا ما سعت لتحقيقه منذ فك الارتباط عن غزة عام 2005، وهي لم تنجح بتحقيقه حتى اللحظة، فهي تريد أن تتنصل من مسؤوليتها تجاه غزة".

فيما أوضح خلال حديثه بأن الدول العربية المشاركة بـ مؤتمر البحرين هي ترفض "صفقة القرن" حكومة وشعبا، غير أن كوشنير هو من أعلن عن مشاركة تلك الدول في المؤتمر قبل إعلانها بشكل رسمي خلال اليومين السابقين، وهناك بعض الدول التي اضطرت للمشاركة وفق اتفاقيات ومعاهدات سابقة.

قال: "تلك الدول أصرت بأن يكون تمثيلها بأضعف شكل ممكن في المؤتمر، وأن لا تشارك إسرائيل بشكل رسمي". فيما تم تخفيض مشاركة "إسرائيل" في المؤتمر.

ويذكر أن الدول الرافضة للمشاركة للمؤتمر هي: سوريا وليبيا وتركيا والكويت والجزائر ولبنان. فيما أن الادارة الأمريكية قد وجهت دعوات لكل من الإمارات وسعودية والمغرب ومصر وقطر، وقد رحبت هذه الدول بالمشاركة.

وقال المصري: "لو قالت الدول العربية المشاركة (لا) فلا حل للقضية بغياب فلسطين، حينها ستجبر إسرائيل وأمريكا على مراجعة موقفها".

وعن اختيار العاصمة "المنامة" كحاضنة للمؤتمر، قال المصري: "هو أمر خطير للغاية، ولكن اختيار بلد صغير وهامشي هو دليل على تخوفهم، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئاً، والأسوء من ذلك بحث بموضوع فلسطين بمشاركة إسرائيلية وأمريكية وعربية وبغياب فلسطين".

 

لمشاهدة موجه وطن وكرامة ( أضغط هنا )

تصميم وتطوير