دفع راتب كامل لمعلمي القدس يهدف لدعم صمودهم

التربية لوطن: التعليم أخر حصن لنا في القدس ونسعى لدعمه لمنع طمس هويتنا

07.07.2019 10:11 AM

رام الله- وطن: أكدت مدير عام وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم، ديما السمان، أن الاحتلال يحاول تزوير المنهاج الفلسطيني في في مدارس القدس بهدف طمس الهوية.

وقالت السمان خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الإعلامية ريم العمري، إن  الاحتلال يحاول وبشكل مستمر تزوير للمناهج الفلسطينية والتاريخ والجغرافيا، وغمسها في عقول الطلبة، وإذا تمكن من ذلك فإن العواقب ستكون وخيمة.

وأوضحت "في العام السابق والحالي ولأول مرة لم يتم حذف (فقط) أي مادة تتعلق بالانتماء الوطني داخل المنهاج الفلسطيني، وإنما الاحتلال أضاف مادة داخل مناهجنا لتخدم توجهاتهم، وهذا الأمر مرفوض".

وأضافت "هذه المعركة تحتاج منا لدعم صمود المقدسيين أمام الهجمة الإسرائيلية ونحن نؤمن بدور المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني في الحفاظ على قطاع التعليم، خاصة وأن الطالب المقدسي من سيحمل الراية من بعدنا".

وأوضحت  السمان أن معركة المناهج طويلة حيث حاول الاحتلال " أسرلة " المنهاج الفلسطيني، حيث تتجدد الأساليب في كل عام ومنها ما يحوم حول التهديدات أو تقديم الاغراءات، وهو يستخدم الاحتلال أسلوب " العصا والجزرة"  لتحقيق أهدافه.

وفيما يتعلق بصرف راتب كامل لمعلمي القدس، أكدت السمان، أن الحكومة قد عمدت هذا الشهر على دفع رواتب العاملين في التربية والتعليم في القدس بنسبة 100%، لدعم صمود المعلم المقدسي في ظل الأساليب غير الانسانية التي يتبعها الاحتلال بحقه، حيث يتم مصادرة أملاكه وتسريع قرار اخلاءه من منزله إن لم يدفع أجرة البيت وقد يصل الأمر الى حبسه، بينما يسعى الاحتلال في ذات الوقت لانشاء مدارس جديدة في ظل محاولته المستمرة لاستهداف المنهاج الفلسطيني في القدس المحتلة.

وأوضحت أن قطاع التعليم في مدينة القدس يواجه تحديات كبيرة ومن بينها محاولة الاحتلال سلب الهوية الفلسطينية ومحاولة فرض السيطرة على عقول الطلبة، خاصة وأن الاحتلال يدفع ملايين الدولارات من أجل للسيطرة على العقل "الجمعي".

وقالت "قطاع التعليم هو أخر حصن لنا في القدس عاصمة فلسطين، والذي لن نستغني عنه ونعتبره دائما أولوية". مضيفة: هذا أمر مفصلي وكان لا بد من الحكومة أن تصدر قرارات حكيمة للحفاظ على ما هو موجود في قطاع التعليم".

وبالاشارة إلى الخطة التطويرية لقطاع التعليم في القدس والتي أقرتها الحكومة قبل عدة ايام، أوضحت السمان أن تلك القرارات قد جاءت بمطلب مقدسي، حيث عقدت عدة اجتماعات مع عدد من المقدسيين وضمت شخصيات أكاديمية واتحاد مجلس أولياء أمور الطلبة، وهيئة العمل الوطني، وتم تنفيذ المطالب التي قدمت.

وكان مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة الاثنين الماضي قد أقر دفع رواتب العاملين في التربية والتعليم في القدس وبنسبة 100%، وصرف مبلغ يقدر بـ 600 ألف دولار بدل ايجار للمباني التابعة لوزارة التربية والتعليم في مدينة القدس المحتلة.

ووفقا للقرار، سيتم دمج مكافآت المعلمين في مدارس القدس كجزء من علاوة القدس وصرفها ضمن الراتب الشهري للمعلم.

وأشار القرار إلى دفع ضريبة المباني في القدس من قبل وزارة المالية للمالك مباشرة وبشكل سنوي، بالإضافة إلى صرف سلفة شهرية لمكتب التربية والتعليم في القدس لتغطية النفقات الجارية بما لا يتجاوز 50 ألف شيكل.

تأتي هذه الخطوة في سبيل تعزيز وتثبيت المقدسيين في مواجهة التهديدات التي تلحق بهم.

وأشارت إلى أنه "في القدس تشكل نسبة  المعلمين العاملين في المدارس التابعة للأوقاف الاسلامية ما نسبته 14% حيث تعتبر هذه المدارس صمام الامان وهي من حافظت على المنهاج الفلسطيني ومن أي هجوم من قبل الاحتلال  منذ عام 1967".

وأضافت:"46% من المعلمين يعملون في مدارس تابعة لبلدية الاحتلال ويحصلون على رواتبهم كاملة، و 9% من المعلمين يعملون في مدارس غير رسمية (خاصة)، وتسمى (مقاولات)، حيث تعترف بها دول الاحتلال، كما أن بلديتها تقدم الدعم لها المادي لرفع نسبة التحاق الطلبة بها".

وعن دفع علاوة المخاطرة للمعلمين، قالت سمان إن المدارس التي تقبع داخل البلدة القديمة بالقدس هي معرضة بشكل كامل للاعتداء من قبل الاحتلال كما أن معلميها وطلبتها معرضون للخطر، وبالتالي كانت تدفع العلاوة كل 6 اشهر، واليوم تم تضمنيها ضمن قسيمة الراتب وهذا انجاز آخر تم تحقيقه، وفق قولها.

أما فيما يتعلق بالأبنية المدرسية، قالت السمان: "هي ليست صديقة للطالب، والاحتلال يمنع بناء مدارس جديدة حيث لا يمنح التراخيص، وعليه يتم استئجار مدارس وهي بالأصل عبارة عن أبنية سكنية، حيث يجري تأهيلها قدر المستطاع ولكن مهما فعلنا لن نحصل على بناء جيد".

وأشارت السمان في حديثها للاجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق قطاع التعليم بالقدس، حيث تم اخلاء بعض المدارس وبقرار من المحكمة الإسرائيلية، حيث تم تحويل تلك المباني بقرار إسرائيلي إلى مدارس تعلم المناهج الإسرائيلية وتصدح بها الأغاني "العبرية".

وقالت السمان : " كان يوم مؤسف جدا، حيث أصبحت المدارس لقمة صائغة لبلدية الاحتلال، فقد استأجرت تلك المدارس وحولت لتعليم منهاج إسرائيلي".

تصميم وتطوير