نجاح الجهود المصرية في تثبيت تفاهمات "التهدئة" مرهون بوفاء الاحتلال بوعوده

الديمقراطية لوطن: انهاء الانقسام مرهونٌ بحوار وطني شاملٍ ، وندعو لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية

15.07.2019 10:53 AM

 

عمر عساف: تصريحات غرينبلات كشفت حقيقة الإدارة الأمريكية وتنفيذها لخطة "ترامب" وقبل انعقاد مؤتمر "المنامة".


"ندعو لانتخابات رئاسية ومجلس تشريعي ووطني.. والرئيس بيده الخطوة الأولى لإنهاء ملف المصالحة"

وطن: أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، بأن استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني يشكلان مخرجاً وحيداً لإنهاء الحصار عن القطاع، ولمواجهة كافة الإجراءات التي ينفذها الاحتلال على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى دائما لخرق وعودات تثبيت "التهدئة" مع الفصائل الفلسطينية.

وكان الوفد المصري برئاسة وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء، أيمن بديع، قد أجرى زيارات لكل من غزة ورام الله وتل أبيب، بداية الأسبوع الحالي، لبحث ملف المصالحة الفلسطينية والانقسام ما بين "فتح وحماس" وتثبيت تفاهمات التهدئة مع الاحتلال.

وذكر أبو ظريفة لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر موجة وطن الإذاعية، بأن الوفد المصري قد أنهى لقاءاته محملاً بموقف الفصائل الفلسطينية وبعد اطلاعه على الخروقات التي أقدم عليها الاحتلال خلال الفترة الماضية.

وعن ملف المصالحة، قال أبو ظريفة: "هناك مقاربة أولية قد طرحت، وتمحور الحديث حول إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، حيث توافقت الفصائل بالإجماع بأن إنهاء الانقسام مرهون بالحوار الوطني الشامل بعيداً عن الحوار الثنائي وعلى مستوى الإطار القيادي المؤقت، والذي يفضي إلى تحقيق وحدة وطنية والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية ومجلس تشريعي ووطني في سياق زمني سيتم التوافق عليه".

وتابع حديثه: "كما تم الاتفاق وفق المقاربة الأولية بوضع برنامج سياسي واستراتيجية وطنية بديلة لاتفاق أوسلو المأساوي، وتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي فيما يتعلق بالعلاقة مع دولة الاحتلال، وكل أشكال العمل الكفاحي على الأرض وفي المحافل الدولية".

فيما أوضح أبو ظريقة بأن نجاح الجهود المصرية لإحلال التهدئة في القطاع "مرهون بمدى التزام دولة الاحتلال بالوعود التي قدمتها لتخفيف الحصار عن القطاع، فيما تبدي "إسرائيل" تباطؤاً في عملية تنفيذ تلك الوعودات، كما أنها تعمل على اتباع سياسة الابتزاز".

وأكد أبو ظريقة بأن  الوفد المصري قد حمل بعض الوعودات قدمها الاحتلال مقابل التهدئة وهي: إقامة مستشفى ميداني شمال غزة حيث من الضروري إنجازه في سقف زمني قياسي، وإقامة مدينة صناعية، وخط 161، بجانب تنفيذ جوانب المرحلة الأولى من الوعود المرهونة برفع الحصار والسماح بإدخال السلع إلى غزة، وتوسيع مساحة الصيد في بحر غزة، والسماح بإدخال بعض المواد الممنوعة إسرائيلياً بحجة "الاستعمال المزدوج" وتزويد الغزيين بساعات إضافية من الكهرباء".

وقال أبو ظريقة: "نأمل من الجانب المصري أن يشكل جهة ضغط على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ وعوده وتطبيقها على أرض الواقع، تجنبا لانفجار الأوضاع في غزة" مؤكداً ان الاحتلال هو من سيتحمل تداعيات ذلك الانفجار.

وأضاف: "لا يلمس أي من سكان القطاع أي ثمار جدية للوعودات، خاصة وأن حكومة الاحتلال تدير ظهرها في كل مرة وتتنصل من تنفيذ الوعود، لإخضاع غزة لاعتبارات سياسية وأحيانا أمنية، كما تقوم احيانا باتزاز الطرق الفلسطيني لوقف مسيرات العودة".

وأنهى القيادي في الجبهة الديمقراطية حديثه قائلاً: "الاحتلال دائما ما يستخدم كافة الوسائل للتنفيس عن غزة، لا لتحقيق الراحة فيها. فهو يضع غزة أمام خيارين؛ إما وقف مسيرات العودة مقابل تخفيف الحصار، أو استخدام لغة العصا بين الحين والآخر.. حيث يصعد من إجراءاته فيما تظل الأوضاع في القطاع تراوح مكانها".

وفي ذات السياق أكد المحلل السياسي، عمر عساف، في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" بأنه لا وجود لأي إرادة جادة لتحقيق المصالحة في قطاع غزة، موضحاً بأن الرئيس عباس هو من يتحمل المسؤولية بشكل خاص لإنهاء ملف المصالحة.

وأضاف عساف: "الرئيس عليه أن يبادر إلى جمع الإطار القيادي المؤقت وأن يتشاور وأن يؤمن بالشراكة السياسية، وهذه هي الخطوة الأولى والعملية لإنهاء ملف المصالحة".

وعن الجهود المصرية تجاه "التهدئة" في القطاع، أوضح عساف بأن الجهود المصرية متواصلة رغم أن الاحتلال غير معني، الآن تحديداً، بإبرام أي تثبيت "للتهدئة" في قطاع غزة، وهي على مشارف انتخابات حكومية.

موضحاً أن: "إسرائيل لا تريد انفجاراً في غزة، وتريد هدوءاً، خاصة وأنها تقف على أبواب انتخابات، وسيحدث بين الحين والآخر اعتداءات على قطاع غزة حتى يقول نتنياهو للإسرائيليين: صحيح أننا حققنا التهدئة ولكن لنا اليد العليا في أي تصرف".

ومن جهة أخرى، كشفت حركة "حماس" بأن وفداً قطريا وأممياً ستزور القطاع خلال الأيام المقبلة لتنفيذ تفاهمات "التهدئة" بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال، فيما أنه سيتم بحث ملفات عالقة كتزويد القطاع بالكهرباء، وبناء مستشفى، ومعالجة شبكات المياه وغيرها من الأمور الأخرى.

وعلّق عساف على الزيارات المنتظرة وبرامجها واصفاً إياها بأنها  "تسويف".

وأضاف "حتى لو جاءت الوفود وأقرت، ستبقى أمام نتنياهو ورقة لابتزاز قطاع غزة من خلال الجوع والمرض والكهرباء وجميع المتطلبات الإنسانية الأساسية، وقد عودتنا إسرائيل أن لا تلتزم بأي اتفاق، وقد أخذنا درساً كبيرا من أوسلو".

"بعد مؤتمر البحرين : نحن في حالة انتظار"

في الخامس والعشرين من شهر يونيو / حزيران الماضي عقد مؤتمر البحرين الاقتصادي في العاصمة "المنامة" والذي دعت إليه الإدارة الأمريكية بهدف تمرير "صفقة القرن"، وتمخضت عنه عدة بنود تهدف لتصفقة القضية الفلسطينية وتحت مسمى" تحقيق الازدهار الاقتصادي".

"انتهى المؤتمر، وما زلنا في حالة انتظار". هذا ما قاله عمر عساف، مشيراً إلى أن بعض القادة الفلسطينيين يراهنون على الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية، حيث لن يكون هناك أي مشاريع مطروحة بشكل جدي على ارض الواقع.

وتابع حديثه: "علينا كفلسطينيين أن لا نراهن على الوقت، وأن نستخلص العبر ونقيّم المرحلة الحالية ونغادر ما نحن فيه سياسيا لأن مسار اتفاق أوسلو وما تبعه قد أوصلنا الى طريق مسدود، وعلينا أن ندرك بأن هذا المسار قد فشل، وعلى القيادة الفلسطينية أيضا التي أوصلتنا إلى هذا المسار أن تصارح شعبها بذلك، وأن لا تُغيّب دوره وأن تأخذ يخياراته".

فيما دعا عساف للخروج من الوضع السياسي الراهن بتسريع إجراء انتخابات فلسطينية شاملة، الرئاسية والمجلسين التشريعي والوطني، حتى تتشكل حكومة وحدة وطنية، مشيراً بقوله بأن إجراء الانتخابات سيمنح الشعب حق المشاركة واحترام إرداته وخياراته.

وقال عساف: " إذاً نحن نريد انتخابات، ونريد شراكة سياسية واتفاق مسبق وجامع للعمل ضمن إطار مشترك وحتى بعد انتهاء الانتخابات".

وأضاف: "نحتاج لوحدة وطنية وميدانية على أرض الواقع وموقف سياسي فعلي قادر على قول كلمة (لا) لكل المشاريع والخطط الأمريكية والإسرائيلية".

فيما أوضح بأن على القيادة الفلسطينية أن تقود الشعب والفصائل المختلفة في الميدان لرفض كل المخططات والتوجيهات الإسرائيلية، وأن لا يكتفوا بإعلان مواقفهم الرافضة هنا وهناك.

وعن  دور القيادة الفلسطينية، قال عساف: "هي منفصلة عن الشارع، وخلال ربع قران قد تم تغييب دور الشارع وتخريبه، حيث لم يشارك في صنع القرار في ظل تدهور اقتصادي وسياسي".

وأضاف: "الشارع يتساءل دائما.. أين القادة؟ ولكن هناك نوع من الانكفاء الشعبي عن المشاركة في الهم العام".

"الصفقة نفذت قبل انعقاد المؤتمر"

اعتبر المحلل السياسي، عمر عساف، تصريحات مساعد الرئيس الأمريكي، جيسون غرينبلات الأخيرة بأنها كشفت الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية الماضية في ترجمة "صفقة القرن" على أرض الواقع، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن تحديد ملامح الخطة وقبل انعقاد مؤتمر "المنامة" الاقتصادي، حيث كان الحديث عن القدس واللاجئين والاستيطان.

وكان مساعد الرئيس الأمريكي، مساعد الرئيس الأميركي، والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات قد صرح قبل يومين لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية بأن "صفقة القرن" ستكون "واقعية"، وبأن مصطلحي "حل الدولتين والمستوطنات" لم يوردان في الصفقة، وقال نقلا عن الأناضول: "لا يمكن حل صراع معقد مثل هذا الصراع بشعار مكون من كلمتين".

وتعليقا على تصريحات غرينبلات، قال عساف: "تصريحاته تتعارض مع التفكير بإنهاء صفقة القرن، ومع الغزل الذي طال السلطة الفلسطينية من قبل الإدارة الأمريكية قبل أسابيع لرغبة الإدارة بالجلوس مع الرئيس عباس".

أما عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجديدة و المتكررة بخصوص التوسع الاستيطاني وقراره الرافض لإجراء أي محادثات وإزالة أي مستوطنة قد أقيمت على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، قال عساف: "موقف نتنياهو غير جديد ومكرر.. ولكنه قد طبق في سياق ما يطلق عليه "صفقة القرن"، وبتوجه لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية للكيان المحتل".

وأشار في حديثه بأن نتنياهو مستمر في سياسية التوسع الاستيطاني، وقبل عدة سنوات كان قد صرح علناً: "لن يخرج أي مستوطن من الضفة الغربية ولن تزال أي مستوطنة".

وفي ذات السياق، قال عساف بأن هذه التصريحات جاءت فعلياً لتقول لنا "هذا هو الوجه الأمريكي-الإسرائيلي.. وعلينا كفلسطينيين أن نستخلص العبر قبل فوات الأوان".

تصميم وتطوير