"قتلوه.. وأقاموا حفلة شواء"

بتفاصيل جديدة.. وطن تكشف "الرواية الكاملة" لجريمة قتل المسعف المغدور حميدات

05.08.2019 12:42 PM

وطن للانباء – بني نعيم - فارس المالكي : صمت وحزن يخيمان على بلدة بني نعيم جنوب الخليل بعد ان هزت جريمة المسعف المغدور حمزة حميدات أهالي البلدة بشكلٍ خاص كما انها هزت فلسطين بشكلٍ عام، ويوما بعد آخر تتكشف فصول جديدة للجريمة البشعة.

بشاعة الجريمة لم تقف عند حد قتل حميدات على يد صديقه الطبيب، خليل العسود، كما يروي لنا رئيس بلدية بني نعيم والذي اطلع على اعترافات القتلة، بل أن التمثيل بالجثة و من ثم حرقها، وإقامة حفل شواء بجانب الجثة هي مشاهد يصعب وصفها وتقشعر لها الابدان.

رئيس بلدية بني نعيم علي مناصرة أوضح لوطن أن الخيط الأول لكشف تفاصيل الجريمة كان عن طريق قريبة القاتل، ومكالمة هاتفية كانت قد أجرتها معه، أوصلت الأمن الأردني لطرف الخيط.

تفاصيل اعترافات القتلة:

يروي مناصرة لوطن تفاصيل اعترافات القائمين على الجريمة بقوله أن "ختام فهمي العسود " كانت في الشقة الكائنة في الدوار السابع بعمان، بينما كان هناك اتصالات هاتفية يوم الجريمة بينها وبين الطبيب القاتل، والذي أخبرها بأنه قادم في طريقه إليها ومعه حمزة حميدات، والتي بدورها أخبرت بواب العمارة (مصر الجنسية) أنها مصابة بصداع في رأسها، وطلبت منه إحضار "بندول" من الصيدلية لتخفيف الألم. وفي هذه اللحظة دخل كلاً من الضحية حمزة حميدات والقاتل إلى داخل الشقة، ومن ثم تم تقديم كأس من العصير إلى المغدور يحتوي على مادة مخدرة، وبعدها وجّه العسود طعنة بسكينه لرقبة المسعف حميدات، وقاما بسحبه إلى حوض الاستحمام "البانيو" ليتصفّى دمه، حسب الاعترافات التي أفاد بها القتلة.

ويتابع مناصرة لوطن.. بعدها تم حشو المغدور في حقيبة كبيرة، وخرجوا به من الباب الخلفي للبناية حيث مكان السيارة المستخدمة في الجريمة، وفي هذه اللحظة قبل خروجهم من داخل ساحة البناية قام البواب الذي كان عائداً من الصيديلية، بأخذ صورة لهما بوساطته هاتفه الشخصي، وهم يقومون بجر الحقيبة إلى السيارة.

ويضيف مناصرة: أنه وبحسب اعترافات القتلة كانوا يتشاورون أثناء حوارهم في السيارة بأخذ الجثة تجاه البحر الميت، فأقترحت الفتاة الشريكة بالجريمة على قريبها (القاتل) أن يذهبوا به إلى موقع بالقرب من محافظة مادبا (وسط الأردن)، واقترحت أيضاً عليه أن تصطحب شقيقتها وأولادها معهم للتمويه على الجريمة، كونهم عائلة ذاهبة لرحلة استجمام.

ويضيف مناصرة: بعد أن اشتروا الأغراض المطلوبة لحفلة الشواء التي اقترحتها الفتاة الشريكة بالجريمة وبدأوا بالشواء مع شقيقتها وأبنائها، استأذن القاتل للذهاب، ثم غادر الحفلة إلى المنطقة التي تم فيها حرق الجثة، وقام بسكب المواد الحارقة على الحقيبة وأشعل فيها النار.. وعاد بعدها ليكمل حفلة الشواء مع أقاربه.

وأشاد مناصرة عبر وطن بالسلطات الأردنية على المجهود التي بذلته بالكشف عن الجريمة بأسرع وقت، داعيا في الوقت ذاته إلى تنفيذ حكم الإعدام سريعاً بحق القتلة.

من جانبه اشار نبيل حميدات لوطن  إلى أن الفقيد عندما ذهب إلى الاردن كان في استقباله القاتل وأستقلا السيارة معا إلى منطقة بيادر وادي السير (عمان الغربية) وخطط ونفذ الجريمة بدقة.

ولفت حميدات أن الشك كان مبنياً على نقطتين، القضية الأولى أنه استقبل الضحية من جسر الأردن ووضعه في منطقة "خريبة السوق"، وهذه منطقة تعتبر في الاتجاه المعاكس للمنطقة التي ذهبا إليها، والشكوك هنا كانت بحكم أنه لا مصلحة لأحد في اختفاء حميدات أو قتله إلا صديقه الطبيب "القاتل"، بحكم وجود موضوع الجوازات، وفيز الحج التي كانت بينهم.

وتابع شقيق المغدور قوله لوطن إن المسعف حمزة حميدات سافر للأردن، لجلب التأشيرات للراغبين بآداء مناسك الحج، من السفارة السعودية، إضافة إلى أن الضحية كان ينتظر ابنتاه العائدتان من الدراسة في الجزائر لاستقبالهن والعودة بهن إلى بني نعيم.

ويتابع نبيل حميدات لوطن.. قبل أن يذهب المغدور إلى الأردن كان قد دعا أهالي بلدته احتفالا بنجاح ابنه هيثم في الثانوية العامة.. ومن هنا بدأ الشكل لدينا أن المستفيد الوحيد من اختفاء شقيقي ليس سوا الطبيب خليل العسود.

ويضيف نبيل حميدات أن العائلة بدورها أوصلت الصورة كاملة إلى الجهات الأمنية الأردنية، والتي بدورها استدعته قبل مرور 48 ساعة على اختفاء المغدور، ومن خلال النقاش معه واستجوابه تبين أن أجوبته مليئة بالتضليل ما أثار الكثير من الشكوك حوله.

ويتابع: في حين أن الأجهزة الأمنية الأردنية كانت على اتصال معي كشقيق للمغدور أولاً بأول، ذهبت بدوري الأردن، وبعد وصولي.. كان القاتل قد تم إطلاق سراحه بكفالة مالية عن طريق عم له موجود في الأردن، لعدم ثبوت أي شيء ضده.

ويضيف: في اليوم التالي عاد القاتل إلى فلسطين (بعد إطلاق سراحه بكفالة مالية )، وبعد متابعة القضية والاتصالات من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية استطاعوا الوصول إلى دليلٍ للجريمة، وبطريقة ما تخص الأجهزة الأمنية الأردنية.. أستطاعوا إحضاره إلى جسر الأردن وقاموا بالقبض عليه، وبعد 15 ساعة اعترف بجريمته النكراء.

وأوضح محمود حميدات وهو أحد وجهاء العائلة لوطن، أن الجريمة التي وقعت لا تدور بخلد أي إنسان، واعتبر أن القاتل لا يمثل أي فلسطيني وهو خارج عن تعاليم الدين الحنيف، معتبراً المغدور شهيداً ، لما كان يتمتع من خلق وذكر طيب.

وأضاف محمود حميدات أن الذي عصف ببلدة بني نعيم كان أليماً جداً، بسبب هذه الجريمة النكراء، مشيراً إلى أن الوفود التي حضرت الجنازة من كافة الأراضي، خففت الكثير عن العائلة وذويهم.

وأشاد حميدات بالموسسات الأردنية والملك الاردني لوقفتهم أمام كشف هذه الجريمة البشعة.

وحول العطوة العشائرية، قال حميدات "إننا كنا طلاب حق ضمن قيمنا وعاداتنا، ونمنع أي تجاوزات لمنع الفتنة"، مشيراً إلى أن عائلة القاتل لا ذنب لها ولا نحملهم وزر تلك الجريمة النكراء.

وكانت  العطوة العشائرية والتي اقيمت قبل أيامٍ، على خلفية مقتل المسعف حمزة حميدات في الأردن على يد الطبيب خليل العسود ابن بلدة "إذنا" قد أفضت إلى صياغة صك عطوة بحضور العشرات من أهالي العائلتين، واعتبار جريمة القتل بأربع رايات، أي بمستوى أربع جرائم قتل مجتمعة، إلى جانب دفع أربعة آلاف دينار أردني فراش عطوة، ودفع ١٠٠ ألف دينار مصاريف جنازة، ودفع ٢٠٠ ألف دينار مصاريف عطوة وتوابعها، كما تتكفل الجاهة ولبّاس الثوب بحل مشكلة أصحاب الجوازات الذين هضمت حقوقهم جراء الجريمة بالإضافة إلى هدر دم القاتل.

 

وكانت وطن للأبناء قد تابعت جريمة قتل المسعف حميدات في تقرير سابق، للتفاصيل.. اضغط هنا

تصميم وتطوير