نقابة الاطباء تشارك بها .. الصحة لوطن:لجنة التحقيق بوفاة ابو ستة بدأت عملها اليوم وستنهيه خلال اسبوع

رحلة عذاب ووجع استمرت 45 يوما .. عائلة الممرض محمد أبو ستة تروي لوطن تفاصيل مرضه وعلاجه حتى وفاته

18.08.2019 10:48 AM

رام الله - وطن: اثارت قضية وفاة الممرض محمد أبو ستة قبل نحو اسبوع، حفيظة الكثير من المواطنين، الذين اعتبروها نتيجة "خطأ او إهمالا طبيا"، وشكلت قضية رأي عام في الشارع الفلسطيني، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان أبو ستة ادخل مستشفى أريحا الحكومية للعلاج من كسر في مفصل الحوض الا أن رحلة علاجة استمرت لأكثر من 40 يوم تنقل خلالها إلى عدد من المشافي تدهورت خلالها حالته الصحية وانتهت بإعلان وفاته، لتعلن وزارة الصحة لاحقا عن تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب وفاته.

"وطن للانباء" طرحت الموضوع خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري وناقشت القضية مع الاطراف ذات العلاقة.

ما الذي جرى مع "أبو ستة"؟

قالت تسنيم أبو ستة زوجة محمد أن زوجها تعرض في الاول من تموز/يوليو  لكسر في المفصل فتوجه إلى مستشفى أريحا الحكومي، ومن هناك تم تحويله إلى مستشفى "رفيديا"، وكان من المفترض أن يتم زراعة مفصل له، لكن الأطباء قرروا قبل العملية وضع "براغي" له بدلا من المفصل.

وأضافت "عاد محمد الى بيته ولم يتوقف الألم والمعاناة، وبعد أسبوع توجهنا مرة أخرى الى مستشفى رفيديا وتبين لهم انه لا بد من زراعه المفصل وازاله البراغي، وهنا تم اجراء عمليه لإزالة البراغي أولا ..وبعد الانتهاء منها التهب الجرح ، واجريت له 5 عمليات، وزاد الالتهاب، واصيب محمد بجرثومة".

وتابعت "الالتهاب وصل إلى درجة 150، ما اضطررنا لتغيير مكان الاقامة الهوية إلى سكان بلدة العيزرية لنتمكن من تحويله إلى مشفى المقاصد، وعندما وصل المشفى كان الالتهاب وصل إلى درجة 220، ولذلك تم إدخاله مباشرة للعملية لتنظيف الجرح، وهنتك اكتشف الأطباء انه تم نقل نوعين من الجراثيم الى جسد المريض، وان الدواء الذي كان يقدم له هو لجرثومة من نوع آخر وليس للجرثومة المصاب بها"، مضيفة انه اثناء خضوع محمد لعمليه في مستشفى رفيديا الأخيرة قام الطبيب الذي اجرى العملية بخدش العصب الرئيسي المؤدي للساق، وهذا ما سبب له مشاكل لاحقة."

وأكدت بان عملية معالجة الالتهاب التي جرت في المقاصد تكللت بالنجاح، وتراجعت درجة الالتهاب إلا أن ساق "أبو ستة" تورمت بعد اصابته بجلطة في قدمه، لافتة الى ان الاطباء  قاموا بطمآنة عائلته على حالته و"ان الوضع غير مخيف، وسيعالج بمميعات الدم، لكن قبل خروجه من المشفى اصابه ارتفاع في درجات الحرارة، واصبح يعاني من الام فظيعة في بطنه وكان يصرخ كثيرا لشدة الوجع، واجريت له صورة أشعة، وقالو ان سبب الاوجاع هي غازات.. وخرج في النهاية من المشفى".

وتابعت "بقي محمد يشتكي من الام حادة في بطنه، وتوجهنا للمشفى، وعاينوا الحالة وتبين بأن محمد يعاني من إلتهاب في الامعاء والتي تسببت بعمل جيوب، وطالبوه بالصوم عن الأكل والاقتصار على شرب المياه، إلا ان محمد تعب كثيرا وارتفعت حرارته واصبح يعاني من عدم وضوح في الرؤية".

وأضافت  "توجهنا ليلة العيد الى مستشفى اريحا الحكومي، وأُجريت له صورة تبين انه تعرض لعدة جلطات، في اليوم الثاني كان محمد يعاني من الآم حادة جدا وصراخه يملئ المشفى، لمعاناته من ألم في ساقه السليمة.. وهكا بدأنا التواصل مع عدة مستشيفات، من بينها المستشفى الأهلي إلا انه رفض استقبال الحالة بحجة ان المشفى "ممتلئ" واجازة عيد، لنتواصل بعدها مع مستشفى H clinic في رام الله وتمت الموافقة على استقبال الحاله وتم إرسال التقارير وأثناء اقتراب سياره الإسعاف من الوصول الى المستشفى تلقى مستشفى اريحا الحكومي اتصالا منهم بعدم إمكانيه استقبال الحاله وعند الوصول كان بالانتظار رجال امن وممرضين اغلقوا البوابة واغلقوا باب سياره الإسعاف ومنعوا ادخال هذه الحاله الطارئة."

وتابعت "توجهنا بعدها إلى المستشفى الإستشاري، وهناك قاموا بتصويره وتبين وجود عده جلطات في الطحال، الكلى، والكبد بالإضافة الى جلطات ساقه المتعددة، وعندئذ قام طبيبان مختصان بالاوعية الدموية بالتواصل مع مشفى المقاصد لتحويل "محمد" إليه إلا ان بعد اطلاع المقاصد على التقارير رفض استقباله، كما جرى التواصل مع مستشفى النجاح والذي رفض ايضا استقباله بعد الاطلاع على التقارير الطبية، وعندئذ توجهنا إلى مجمع فلسطين الطبي وهناك لم يتوفر هناك اخصائي أوعية."

وأوضحت بان العائلة بدأت بالبحث عن تحويلة طبية بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير، ولم يكن بالإمكان تحويله إلى مستشيفات الأدرن لخطورة وضعه، حيث جرى تم تحويله إلى المستشفى الاهلي وأجريت له عملية جراحية استمرت ساعات، وتمت إزالة الجلطات في قدمه.

وأشارت ان محمد بعدما أفاق من العملية كان يعاني من اوجاع في رأسه، وفي اليوم التالي، لم يبدِ محمد أي استجابة وفقط كان ينظر إلينا، فاخبرنا المشفى بان محمد أصيب بجلطة دماغية، وبعد ذلك تمكنت العائلة بعد جهود من الحصول على تحويلة طبية لمشتفى "تل هشومير" في الداخل المحتل، وقد توفي لاحقا بجلطة اخرى في الدماغ.

وطالبت عائلة محمد وزارة الصحة بالتحقيق في الأمر والوقوف على الأسباب التي أدت إلى وفاة محمد أبو ستة.

وزراة الصحة: اللجنة ستنهي عملها خلال أسبوع

من جانبه، أكد الناطق باسم وزراة الصحة اسامة النجار، إن الوزارة شكلت لجنة للتحقيق والوقوف على ملابسات وفاة "محمد أبو ستة" وستباشر عملها اليوم الاحد بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، كما تم التحفظ على كافة التقارير الطبية الخاصة بملف أبو ستة على أن تنهي اللجنة عملها خلال اسبوع وتقدم تقرير تفصيلي.

وأوضح  النجار خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" أن سبب تنقل "ابو ستة" لعدة مستشيفات سببه نقص الاختصاصات الطبية بشكل عام، قائلاً "هناك ندرة وشح في بعض التخصصات التي تحتاجها الوزارة وليس فقط في مجال الاوعية والشرايين".

وحول ضرورة وجود طبيب جراج شرايين في غرفة العمليات لمنع حدوث أي مضاعفات كما حدث مع الممرض أبو ستة، قال النجار بأن "حدوث المضاعفات أمر وارد ويجب أن يكون جراح الشرايين متواجد أثناء اجراء العملية، إلا أنه لا  يوجد اكتفاء في الكثير من التخصصات محليا، والتحويلات الطبية تتم لهذه الاسباب".

وحول ضرورة إقرار قانون المسائلة والحماية الطبية، أكد النجار على ضرورة توفير كل الشروط اللازمة  قبل اقراره حتى يكون متكامل، وناظم ما بين المواطن والمؤسسة الطبية.

ولفت إلى أنه في السابق تم إقرار قانون وجرى نشره، لكن تم تجميد العمل فيه، حتى يتم اعادة النظر في كل المسائل المتعلقة فيه كوجود نظام قضاء وصندوق تعويض ودليل اجراءات ونظام تأمين.

واكد النجار ان التحويلات الطبية لمستشفيات القدس والداخل المحتل تتم للحالات الصعبة والمستعجلة.

نقابة الأطباء: النقابة شريكة في لجنة التحقيق

بدوره أكد د. سفيان بسيط نائب نقيب الاطباء بان النقابة شريكة في لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة الصحة للتحقيق في وفاة الممرض محمد أبو ستة، وانها ملتزمة في نزاهة ونتائج هذه اللجنة للوقوف على أي تجاوز او خطأ.

وقال بسيط خلال حديثه لـ"وطن" إن لجنة التحقيق ستعمل على التحقيق للوقوف على كل تفاصيل الملف ان كان في مستشفى المقاصد او الاهلي او اريحا، مضيفا " نحن في اللجنة سنرى أين التقصير من أي طبيب او جهة، وسنتخذ الاجراءات اللازمة سواء كنقابة أو وزارة".

وتابع "نحن بانتظار التقارير لمعرفة اسباب تسارع سوء حالته الصحية، وبانتظار تقرير مستشفى " تل هاشومير"، كما تواصلنا مع الاطباء الذين تابعوا حالة محمد خلال الفترة الماضية.

وحول رفض بعض المشافي استقبال "محمد أبو ستة"، قال بسيط بأنه اضافة لـ"عدم وجود اخصائي اوعية، فالمشفى على دراية كاملة انه لا يستطيع فعل اي شيء لمحمد لعدم وجود اخصائيين"، مؤكدا على "عدم وجود أخصائيين بشكل كاف يسد جميع الحالات الواردة للمشافي، حيث يوجد فقط 10 اخصائيين في الأوعية، 5-4 يعملون فيها".

وحول الاجراءات التي قد تتخذها النقابة عقب نتائج  أي تحقيق يتم، أوضح بسيط بان "لجان نقابة الاطباء والتي تصل اعلاها إلى مجلس اداب المهنة قامت بسحب شهادات بعض الاطباء كما سحبت مزاولات المهنة في بعض القضايا التي حققت فيها النقابة، والنقابة على اهية الاستعداد للوقوف على المسؤولية وتصويب الامور ومحاسبة اي انسان مقصر".

وحول إقرار قانون الحماية والمسائلة الطبية، أكد بسيط على ضرورة وتهيئة الظروف وتأهليها قبل إقرار القانون، مشيرا إلى "ان النقابة طالبت وزارة الصحة بضرورة وضع البروتوكولات الطبية الكاملة لتكون معيار لمحاسبة الكادر الطبي، واقرار دليل اجراءات، وغيرها من النقاط، ليكون نظام متكامل يعمل لصالح المواطن والمنظمومة الطبية."

وفي سياق أخر، أعلن بسيط بان النقابة والجمعية الفلسطينية لأمراض الغدد الصماء والسكري ستعملان على ابتعاث طبيب لخارج للاختصاص في مجال الأوعية الدموية الشهر القادم، وذلك بعد وفاة الممرض "محمد أبو ستة" ولعدم وجود توفر اخصائي اوعية دموية بشكل كافي.

تصميم وتطوير