العميد يَتَرَجّلْ

09.09.2019 07:51 PM

وطن: نقش اسم فلسطين في كتب الأرقام القياسية العالمية، رمز أصيل من رموز مهنة الدفاع عن العدالة، افتقدت فلسطين كبير محاميها، وأحد اهم أعمدة القانون، الذي حارب وواجه المحتل وأقام حجة العدل، وارتشف الكثيرون من علمه وقدراته الفذة.

رفع الراحل فؤاد شحادة اسم فلسطين عاليا، بعد حصده لقب أطول ممارس لمهنة المحاماة في العالم في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، في آب من 2016، لكن الأهم أنه كرس حياته لخدمة مهنة الحق ورفع لوائها، بعدما آمن بقدسيتها وجلالها ووقارها.

وولد شحادة عام 1925، وهو ابن الصحافي والناشط السياسي الفلسطيني بولص شحادة، الذي كان يملك صحيفة "مرآة الشرق" الأسبوعية السياسية، والتي كانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية في القدس أيام الانتداب البريطاني، وتأسّست في العام 1919، درس في الجامعة الأمريكية في بيروت ومعهد الحقوق في القدس، انتخب نائبا لنقيب المحامين الأردنيين عام 1964، وظل مدافعا شرسا عن المظلومين والمستضعفين.

شحادة ابن مدينة القدس كان يدير طاقما من عشرين محاميا ومتدربا في مكتبه في مدينة رام الله رغم فقدانه للبصر إثر حادث سير عام 1978، 69 عاما قضاها في مهنته.. وتتلمذ على يده مئات المحامين على مدار السنوات الطويلة.

برغم رحيله، سيبقى شحادة حاضرا في إلهام الطاقات المبدعة بكل مجالاتها وفي تعزيز التواجد الفلسطيني على المستوى الدولي.

واعتبرت وزيرة الصحة مي كيلة أن شحادة قدم كثيرا في مجال حقوق الإنسان، وفي المجالات الدولية وكافة المستويات، لإحقاق حقوق الشعب والعدالة بفلسطين.

وأضافت لوطن أن شحادة أرسى جزءا هاما من القوانين في فلسطين، وأردفت "خسرنا قامة وطنية هامة جدا".

أما محافظ سلطة النقد عزام الشوا، فوصف الراحل بأنه شخصية عالمية أصا بدأت نفسها بنفسها،واجتهدت وتطورت وانتقلت من الفلسطينية للعربية والعالمية، وهو من الرعيل الفلسطيني القائد في موقعه.

وتابع لوطن "كان دائما وأبدا رجل قانون وحكمة وعلم ورجل سياسة".

وأردف "شحادة كان من أهم الاساتذة في الحقبة الأخيرة، وهو الفلسطيني الوحيد الذي أخذ الجائزة العالمية، والذي ظل يعمل على مكتبه حتى الرمق الأخير".

بدوره، أمين عام المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي فقال إن فلسطين فقدت عملاقا كبيرا في مجال المحاماة، مكافحا من اجل فلسطين، والذي يعتبر عميد المحامين بحق.

وبين لوطن أن "سجل فخر كبيرا لفلسطيني نفتقده جميعا، عرفته عن قرب وكان رائعا في أفكاره رغم المصاعب التي عاشها، وستفتقده كل الأجيال، وترك لفلسطين مدرسة سيتعلم منها مئات الآلاف".

من جهتها، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام إن شحادة إرث سيبقى ومدرسة ستبقى للمحاماة والقانون، معبرة عن أملها أن ينجح المحامون الفلسطينيون في محاكمة المحتل على جرائمه.

وأضافت لوطن "رحل شحادة وظلت المدرسة التي نأمل ان تؤسس لمؤسسات يحميها القانون".

أما المحامي داود درعاوي، عضو مجلس نقابة المحامين، أن النقابة فقدت جبلا عاليا من جبالها الشامخة ونهرا خالدا من انهارها، معتبرا أن حجم الفقدان عال جدا، لمعلم وزميل مثل شحادة.

وتابع لوطن " أمضى الراحل من عمره أكثر من 70 عاما في ممارسة المهنة، واستحق وسام أقدم محام مزاول في العالم ودخل جينيس".

وأردف "الزميل شحادة في العام 1978 فقد بصره اثر حادث سير وهو ذاهب لأداء رسالته ومهامه، لكنه لم يفقد بصيرته الثاقبة التي تركت بصمة صقلت مهنة المحاماة، وكان مرآة عاكسة للمهنة بقدرته على المحاججة بالمنطق والقانون والانحياز لصالح العدالة والحق".

أما الكاتب والمحلل السياسي جورج جقمان، فأوضح أن شحادة كان من أوائل من مارس المحاماة في فلسطين، وكان له دور في ارساء قواعد المهنة، وكان له دور وطني عام.

وأشار لوطن أنه في السنوات التي كان فيها لا يبصر، استمر في العمل حتى اللحظات الأخيرة، وكان يستقبل الكثير عبر استشارات مجانية، وكان له فضل كبير، وستبقى ذكراه من المحامين الرواد في فلسطين.

تصميم وتطوير