الشرطة: المرض النفسي احد اسباب الانتحار الرئيسية ..

الصحة لوطن: اطلاق استراتيجية وطنية للحد والوقاية من الانتحار نهاية العام الجاري

10.09.2019 09:08 AM

رام الله- وطن: يصادف، اليوم الثلاثاء، العاشر من ايلول اليوم العالمي للتوعية حول الانتحار، واعلنت منظمة الصحة العالمية، أن شخصاً يقدِم على الانتحار كل 40 ثانية، معتبرة أنه ثاني أسباب الوفاة بين الشباب بعد حوادث الطرق.

فلسطينيًا، نشرت وزارة الصحة ، أمس الاثنين، بيانا صحفيا أكدت فيه ارتفاع عدد حالات الانتحار في الضفة الغربية خلال العام الماضي بنسبة 14% مقارنة بالعام الذي سبقه، مضيفة أن أحد أهم أسباب الإقدام على الانتحار هو الإصابة بمرض نفسي وخصوصا الاكتئاب.

وأكد الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات ان حالات الانتحار في تفاوت من عام لاخر، ففي عامي 2014 و2015 جرى تسجيل 18 حالة، وفي عام 2016 سجلنا 20 حالة اما في 2017 سُجلت 19 حالة، وارتفعت في عام 2018 لـ25 حالة، ومنذ بداية العام الجاري وقعت 18 حالة انتحار مابين ذكور واناث.

ولفت ارزيقات ان نسبة الانتحار بين الذكور اكبر في حالات الانتحار التام، بينما ترتفع نسبة الاناث في محاولات الانتحار بواقع 157 محاولة انتحار من اصل 218 محاولة جرى تسجيلها

المرض النفسي من الاسباب الرئيسية للانتحار

واشار ارزيقات خلال حديثه في برنامج "شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري، الى ان الدراسات التي أجرتها الشرطة ودائرة البحوث ووحدة حماية الاسرة وادارة المباحث افادت ان الامراض النفسية من الاسباب الرئيسية للاقدام على الانتحار، ثم تأتي المشكلات العائلية وتفكك الاسر والخلافات العاطفية واخيرا الوضع المادي.

وشدد ارزيقات على ضرورة الحديث والتطرق لأهم الدوافع التي تؤدي الى الانتحار وهو المرض النفسي،  والخوف والخجل لدى العائلات من الحديث عن المريض النفسي داخلها، قائلاً "العائلات تتردد في الذهاب الى الطبيب النفسي والمراكز الصحية للعلاج، وبعض الأسر لاتعترف بوجود مريض نفسي او مريض ذو اعاقة بداخلها وهذا يسبب اشكالية كبيرة في معرفة محاولات الانتحار قبل حدوثها."

واردف، "نحتاج لتوعية ومتابعة من كل الجهات، الجميع يتحمل المسؤولية سواء بالتوعية والملاحقة والحديث اكثر في الاعلام لتشجيع الاسر على ضرورة التحدث وعلاج من لديه مرض نفسي، فالخطر الحقيقي يكمن عند وجود المريض النفسي وعدم قدرة الاسرة التعامل معه او الابلاغ عنه او ارسالة الى المراكز الصحية لعلاجه."

وعن كيفية علمهم بحالات الانتحار، يؤكد ارزيقات " في العادة الاهل انفسهم يبلغون الشرطة وتكون هذه النهاية الاخيرة للمرض النفسي او المشاكل التي يعاني منها الشخص المقدم على الانتحار، او من خلال الهلال الاحمر فعند حضورهم والتأكد من حالة الوفاة يتم ابلاغنا وابلاغ النيابة للحضور."

ارزيقات: مصطلح "ظروف غامضة" انتهى

واكد ارزيقات ان العمل الشرطي يتحول اليوم لعمل مجتمعي، يتمثل في تلمّس هموم المواطنين والعمل على حلها ومنع الجريمة قبل وقوعها، في كثير من الحالات تم تقديم الدعم النفسي والارشادي للأسر، ومن خلال المحاضرات في الجامعات والمدارس واللقاءات عبر الاعلام المحلي، كثير من الحالات تم اكتشاف انها تعاني من اضطرابات داخل أُسرها خلال هذه المحاضرات.

"الموت في ظروف غامضة" عبارة اكد ارزيقات بأنها انتهت فلم يعد هذا المصطلح متواجد، لان كل حالات الوفاة يتم تشريحها، فاما تظهر النتيجة بأنها انتحار او وفاة او حادث او قتل، فمثلا في حالة حوادث السير، لدينا خبراء حوادث محترفين ويقومون بدراسة حادث السير بشكل مفصل ومعمق ويتبين اذا كان هذا الحادث متعمد او فقدان سيطرة على المركبة او ان كان له اسباب اخرى يتم فحصها بدقة، واي حالة وفاة تسجل يتم التعرف على اسباب الوفاة من خلال الطب الشرعي وتحقيقات النيابة والبحث والتحري للشرطة.

وتابع، مصطلح "ظروف غامضة" انتهى، لكن نكتبها للاعلام حفاظا على مشاعر الاسر، لان هذا قد يسبب صدمة كبيرة للاهل وخاصة ان كان المقدم على الانتحار في عمر صغير ولم يكن متوقعا ان يقدم على ذلك.

واكد ارزيقات ان الظروف التي نعيشها والحالة المادية هي اقل الامور المسببة للانتحار، وبدليل ان المخيمات ورغم صعوبة الحياة فيها، فهي اقل الاماكن تسيجلا لحالات الانتحار، مقارنة بالمدن والقرى.

"الصحة": المشاكل الاجتماعية تحفز  تنفيذ "فكرة" الانتحار

من جانبها قالت د. سماح جبر رئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة أن الوزارة ستعمل على إصدار استراتيجية وطنية للحد والوقاية من الانتحار بالتعاون مع كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومة نهاية العام الجاري.

واكدت جبر أن هذه الأرقام (حالات الانتحار في الضفة)  أقل بكثير من الأرقام العالمية، فمقابل كل حالة انتحار هناك عشرين محاولة انتحار، والأرقام الفلسطينية لا تعكس هذه الارقام بشكل تام.

وأشارت جبر إلى أن الغالبية الساحقة من المنتحرين كانوا يعانوا من اضطراب نفسي وهو العامل الأهم لكنه ليس الوحيد.

وأوضحت خلال حديثها في برنامج "شد حيلك يا وطن" ، أن التفكير بالانتحار والموت يأتي على فترات عدة، لكن هناك حدث جعل التفكير بالانتحار يُنفذ، أي بمعنى وجود عامل اجتماعي يحفز الفكرة الانتحارية الموجودة في ذهن "المنتحر".

واضافت أن العوامل الفردية أهمها الإضطراب النفسي والتفكير في الانتحار هي العامل الأهم، لكن المشاكل الإجتماعية كوجود أزمة عائلية او مالية تحفز توقيت الإقدام على الإنتحار.

نسبة الانتحار بين الذكور أعلى من الإناث

واشارت إلى نسبة الانتحار بين الذكور هي اعلى من الإناث، وذلك لفروق واختلافات بين المرأة والرجل، حيث يستخدم الرجل أدوات عنيفة في الانتحار على سبيل المثال، كما ان النساء يكونوا عرضة للإكتئاب أكثر من الرجال، لكنهن يلجوؤن لطلب المساعدة أكثر من الرجال.

وحول أسباب الانتحار، أوضحت د. جبر أن الغالبية الساحقة ممن اقدموا على الانتحار عانوا من اضطرابات نفسية، كالاكتئاب والشعور بالسئم من الحياة تصل إلى فكرة الإنتحار.

وأوضحت د. جبر الإكتئاب هو عبارة عن رزمة أعراض، يصاب الإنسان بخمسة من اصل تسعة منها، ولمدة اسبوعين، كالحزن المستمر، وفقدات الطاقة، وعدم الإهتمام بإنجاز الأعمال، والبكاء المتكرر، وانحصار الشهية، والشعور بالأرق والتعب أو النوم المفرط، وفقدان الرغبة في العمل والعزلة.

وأضافت أن هناك بعض الأعراض البيولوجية للإكتئاب الشديد كالتخيلات والهلوسات والإمساك.

 

التوجه إلى رجال الدين للعلاج، دون التوجه لطبيب مختص سيؤخر العلاج

وفي معرض الحديث عن توجه البعض ممن يعانون من اكتئاب إلى رجال الدين والشيوخ للعلاج، لفتت د. جبر  إلى أن التوجه إلى رجال الدين للعلاج، دون التوجه لطبيب مختص سيؤخر العلاج، حيث أن الاضطراب النفسي كأي مرض عضوي يستجوب التوجه لطبيب، وله أدوية خاصه لعلاجه.

وأشارت إلى أهمية أن يطالع رجال الدين علم النفس والاضطرابات النفسية، حتى لا يكون السبب الوحيد التي يعزوه حول سبب المرض هو الحسد وغيره، لافتة لعدم وجود مساق للإرشاد أو الطب النفسي في كليات الشريعة في الجامعات.

وأوضحت د. جبر  أن الدراسات العالمية تؤكد بان المناطق التي تشهد حروباً ونزاعات تكثر فيها حالات الإنتحار.

 

تصميم وتطوير