الحملاوي توفي نتيجة قصور في العلاج وليس من التعذيب والضرب

الهيئة المستقلة لوطن: نوصي بمحاسبة ضابط الوقائي الذي اعتدى على الحملاوي والتحقيق بمستوى الخدمات الطبية في مراكز الاصلاح والتأهيل

24.09.2019 10:23 AM

رام الله - وطن: أوصت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان القضاء العسكري بأخذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق ضابط الامن الوقائي الذي اعتدى على المواطن محمود رشاد الحملاوي، الذي توفي في مركز اصلاح وتأهيل رام الله بتاريخ 27/3/2019، لمخالفته القانون واستخدام صفته الوظيفية ورتبته من اجل الاعتداء على مواطن واختطافه.

وقال عمار دويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، "توصيتنا الرئيسية هي استخلاص العبر من هذه الحادثة المؤسفة من اجل عدم تكرارها، ومحاسبة ومساءلة كل من قصّر في هذا الملف وتعويض العائلة، لانها خسرت شابا كان المعيل الاساسي لها"، مضيفاً  "هناك سلسلة اخطاء ارتكبت بما فيها القصور الطبي، لذلك نأمل ان يصدر الرئيس قرارا باعتبار الحملاوي شهيدا وان يكون هناك مخصص لعائلته".

وأوضح دويك خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، ان الهيئة المستقلة اطلعت النيابة العامة على تقرير تقصي الحقائق الذي اصدرته قبل يومين، حيث ستقوم النيابة بتحقيقاتها الخاصة، مضيفًا، "كنت في تواصل مع الاسخبارات والامن الوقائي اثناء التحقيق، نأمل ان يتم الاخذ بالتوصيات الواردة في التحقيق خاصة انها موجهة لاكثر من جهة من ضمنها الشرطة والنيابة العسكرية والمدنية ووزراة الصحة والخدمات الطبية العسكرية".

وكان الشاب محمود رشاد الحملاوي (32 عاما) توفي في مركز إصلاح وتأهيل رام الله بتاريخ 27/3/2019، اثر خلاف مع احدى العائلات في رام الله، التي تتهمه بسرقة ابنهم الذي يعاني من وضع نفسي، حيث قامت تلك العائلة بأخذ حق ابنهم بانفسهم الى جانب احد اقاربهم وهو ضابط في جهاز الامن الوقائي وذلك في 14/3/2019، فاعتدوا عليه بالضرب بشهادة شهود عيان وتوثيق الخدمات الطبية العسكرية، وسحبوه بملابسه الداخلية رغم  الجو البارد وسلموه لشرطة رام الله، التي لم تقم بأي اجراء بحقهم، رغم اخبارهم بأنه تعرض للضرب والاعتداء.

وأكد دويك، أن الضابط تصرف خارج عمله الرسمي، وكان في مركبة لا تعود للجهاز اثناء الاعتداء على المواطن الحملاوي، لافتا الى ان وجود ضابط الوقائي سهل الوصول للمواطن والاعتداء عليه واعتقاله.

وأكد دويك ان الضربات التي تعرض لها ليست سبب الوفاة حسب نتائج  التشريح التي اظهرت ان سبب الوفاة هو الالتهابات الحادة، والتجمع الصديدي والالتهاب الذي أدى للتسمم والوفاة لاحقا، وان الكدمات التي وجدت قديمة وليس لها علاقة بالوفاة.

وفيما يتعلق بالخدمات الطبية، قال: "لم تقدم العلاج اللازم كما يجب، لذا نوصي بمراجعة مستوى الخدمات الطبية الموجودة في مراكز الإصلاح والتأهيل وزيادة عدد الاطباء".

وأردف دويك "كان يفترض اكتشاف هذا النوع من الالتهابات التي عانى منها الحملاوي بسهولة وتحويله لمركز طبي لعلاجه وكان يمكن علاجه بمضادات حيوية، لذلك نطالب ان يكون هناك تحقيق طبي من قبل الخدمات الطبية ووزارة الصحة، خاصة ان وزراة الصحة عندما استقبلته في المجمع الطبي لم توضح طبيعة الفحوصات التي اجريت له ونتيجة صور الاشعة، لانه وبحسب الطبيب المنتدب من قبلنا وتقريره الطبي فإن هذا الصديد والقيح حتى يتجمع بهذه الكمية (2لتر) يحتاج على اقل تقدير من 3-4 اسابيع، وهذا يعني ان الحملاوي عندما أُدخل للسجن كان يعاني من التهابات حادة وكان من المفروض ان تكتشف في حينه"، مضيفاً "الثغرة هنا ان المستشفى لم توثق اجراءاتها بشكل سليم ولم تضعها في التقرير الطبي الذي أحيل للخدمات الطبية، والاخيرة تساهلت و قالت ان لا مانع من ادخاله السجن وخلال فترة وجوده في السجن قدمت له المسكنات فقط".

وأشار دويك الى ان الجهات الرسمية تعاونت مع الهيئة بشكل كبير، وكانت حريصة ومهتمة بكشف الحقيقة، لانها كانت في موضع الاتهام، لكن التشريح أظهر ان الحملاوي توفي نتيجة قصور في العلاج وتساهل في اجراءات القبض عليه التي لم تكن قانونية وليس بسبب الضرب والتعذيب.

كما أكد دويك أن الحملاوي تعرض للضرب ووثق ذلك في مستشفى رام الله والخدمات الطبية، وذكر ذلك عند افادته لدى الشرطة والنيابة العامة، لكن لم يتم اتخاذ اي مقتضى قانوني في حينه، وانما بدأت التحقيقات بمن اعتدوا عليه بعد وفاته.

وكانت الهيئة المستقلة قد أصدرت تقريرها لتقصي الحقائق الذي اجرته حول وفاة المواطن الحملاوي للاطلاق على التقرير كاملا اضغط هنا

تصميم وتطوير