الانفكاك المعلن عن الاحتلال هو "مجرد نوايا" ولا يتضمن خطة تفصيلية!

جقمان لوطن: الحاجة ملحة لإجراء انتخابات لإضفاء شرعية على النظام السياسي الفلسطيني.. ومبادرة الفصائل الثمانية "خطوة تكتيكية"

30.09.2019 12:07 PM

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت. د. جورج جقمان، عدم وضوح نوعية "الانتخابات العامة" التي دعا لها الرئيس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الحاجة أصبحت ملحة لإضفاء شرعية على النظام السياسي الفلسطيني.

وأشار جقمان خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن اجراء الانتخابات العامة هو مطلب ليس بالجديد، خاصة بعد مرور الفترة القانونية لانتخاب المجلس التشريعي السابق وحلّه.

وعن خطاب الرئيس فيما يخص إجراء انتخابات عامة، قال جقمان "علينا أن نفترض بأن ما جاء به الرئيس يتسم بالجدية التامة، إذ لم يوضح في خطابه طبيعة الانتخابات العامة.. هل هي رئاسية أم تشريعية. يمكننا أن نتكهن، ولكن على الرئيس أن يوضح ماذا يعني، ونحن ننتظر".

ثمانية فصائل ومبادرة وطنية .."

فيما اعتبر جقمان بأن مبادرة الفصائل الثمانية لانهاء الانقسام ما هي إلا خطوة تكتيكة، فيما تسعى كل من فتح وحماس لتسجيل نقاط في المرمى الآخر.

وكانت ثمان فصائل فلسطينية قد طرحت، الخميس قبل الماضي، مبادرة "رؤية المصالحة" لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وحثت الفصائل خلال مؤتمر صحفي عقدته بمدينة غزة لإعلان المبادرة، حركتي فتح وحماس على استئناف مباحثات المصالحة، والالتزام بالاتفاقات الموقعة لإنهاء حالة الانقسام السياسي المستمر منذ منتصف العام 2007.

وفي هذا السياق أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت. د. جورج جقمان أن مبادرة الفصائل هي محاولة أخرى مشابهة لمحاولات سابقة لإنهاء الانقسام، خاصة وأن حركتي فتح وحماس قد وقعتا اتفاقيات سابقة.

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد قد وصف المبادرة بـ"غير المجدية"، أما حركة حماس فقد أبدت استعدادها والموافقة على المبادرة.

وقال جقمان: "بحسب تصريحات عزام الأحمد يبدو أن هناك عدم حماس للأمر ولم يكن هناك رفض صريح، والموقف المعلن لفتح هو التمسك بما سمي بتفاهمات القاهرة 2017، وأهم بنودها تمكين الحكومة في غزة والضفة، وقد جرى تكرار كلمة تمكين أكثر من مرة".

وأضاف: "لم يكن لدى عزام الاحمد حماس، ولكن حركة حماس لديها حماس ، حيث وافقة بشكل سريع عن المبادرة"

واشار بان كلا من فتح وحماس لديهم أهداف تكتيكية والجميع يسعى لتسجيل نقاط في مرمى الآخر. مشيرا إلى أن "ما يحدث لا يبشر بالخير، ولسنا على أبواب اتفاق فيما بينهما، ويمكن العودة لتشكيل حكومة توافق إن كان بالأمكان".

وبالحديث عن العقبات التي تقف أمام إجراء الانتخابات واستمرار الانقسام، قال: "إن جرى انتخابات تشريعية حرة ونزيهة، هل تتوفر الضمانة بعدم اعتقال أعضاء حركة حماس قبل الانتخابات أو بعدها؟"

وتساءل: إن كان سيُجرى انتخابات تشريعية فقط فهل ستقبل حماس؟ وإن لم تقبل ماذا سيحصل؟ هل سيجري انتخابات في الضفة فقط، فإن حصل ذلك سيشكل خطراً ويعزز انفصل الضفة عن غزة.

وأضاف: "أماما تحديات جسيمة، وفي القدس من سيضمن بأن إسرائيل وحكومتها الحالية اليمينية ستقبل بالترتيب السابق، فيما أن الرئيس صرح بأنه لا انتخابات دون القدس، وعدم إجراء انتخابات دون القدس هو تخلي عنها رمزياً".

وقف الاتفاقيات مع الاحتلال ...

وأوضح د. جقمان بأن الرئيس لم يوضح ما هو المقصود بوقف جميع الاتفاقيات مع الاحتلال. وقال: "هناك اتفاقيات تتعلق بشراء الكهرباء والمحروقات من الجانب الإسرائيلي، وبتنقل الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية ويحملون الهوية وجواز فلسطيني.. هل تريد الحكومة إلغاء هذه الاتفاقية؟ غير أن هناك العديد من الاتفاقيات التي تنفّذ من طرف واحد، كاتفاقية باريس سيئة الذكر والتي تضع حاجزا جمركيا واحداً بين المناطق المحتلة وإسرائيل، حيث لا يمكن إلغائها من طرف واحد لأن اسرائيل ستستمر باقتطاع جزء من الضريبة عند مرور البضائع من إسرائيل بغرض دخولها إلى الضفة".

وأضاف: "الأهم من ذلك كيفية الحصول على الحقوق الفلسطينية فيما يتعلق بالضرائب المقتطعة، حيث تتواجد العديد من الاتفاقيات التي تُنفّذ من طرف واحد، حتى إسرائيل غير ملتزمة بكثير من الاتفاقيات".

وأوضح بأنه على الحكومة أن تفكر مالياً بما يمكن فعله، والتوجه للمحاكم الدولية، وعلى الرئيس عباس أن يحدد الاتفاقيات التي سيتم إلغائها خاصة إن "إسرائيل" ستطبق العديد من الاتفاقيات ومن طرفها فقط.

وعن خطوات الحكومة للانفكاك عن الاحتلال، أوضح جقمان بأن المعلن هو "مجرد نوايا" ولا يتضمن الانفكاك خطة تفصيلية.

وقال: "على الحكومة أن تفكر بشكل فعلي وجدي بما يمكن فعله للانفكاك ووضع خطة لذلك، فإن كان خيار حل الدولتين قد انتهى، يجب التفكير بوضع برنامج وطني جديد وواقعي وليس مبني على شعارات فقط".

وأوضح أن المؤشرات تدلل على انتهاء خيار حل الدولتين، ولكن هذا الخيار هو المقبول دولياً ولا يمكن للسلطة التخلي عن شعار "حل الدولتين" بشكل فعلي. وأضاف: "نريد وضع مشروع وطني جديد، غير أن الصراع مع المحتل لن ينتهي".

مؤكداً أنه لا يوجد لدينا نظرة مستقبلية لما سيحدث...

وإلى جانب الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، قال الرئيس خلال خطابه: "في حال ضمت إسرائيل غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات فإن جميع الاتفاقيات الموقعة معها ستكون لاغية".

وفي هذا الجانب قال جقمان: "هذا الوعد قدمه نتنياهو، ولكن سنرى ماذا سيحصل بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، وقد نلمس فارقاً ما بين الحكومة القديمة والجديدة".

وأضاف: "الضم هو قضية سياسية، حيث يقوم الاحتلال بفرض سيطرته وعلى مناطق (سي) تحت مسميات منطقة خضراء أو تدريب للجيش أو من أجل التوسع الطبيعي والاستيطاني، إلى جانب مصادرة الأراضي بغرض البناء الاستيطاني".

 

 

 

تصميم وتطوير