وطن تستعرض تجربتها " الاستقصائية " خلال المؤتمر الفلسطيني حول الصحافة البيئية

معا التنموي لوطن : المؤتمر يهدف الى بلورة حقل صحفي متخصص بالقضايا البيئية

08.10.2019 04:20 PM

رام الله – وطن – بدر أبو نجم: تجربة " شبكة وطن الاعلامية " في صناعة الصحافة الاستقصائية ودورها في تسليط الضوء على ابرز القضايا التي تهم المواطن بشكلٍ خاص كانت حاضرة اليوم على أجندة المؤتمر الفلسطيني الاول حول " الصحافة البيئية " والذي عقده مركز العمل التنموي – معا ومؤسسة " هينرش بيل " الالمانية وشبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية في مدينة رام الله.

وحضر المؤتمر العشرات من الخبراء البيئيين والصحافيين المهتمين بالشأن البيئي، حيث حمل المؤتمر عنوان " نحو التأسيس لصحافة بيئية فلسطينية استقصائية "، حيث ركز على تجارب بعض الإعلاميين والإعلاميات وكليات الإعلام في مجال الصحافة البيئية. مؤكدين على ضرورة إسهام الصحافة المحلية في عملية رفع مستوى الوعي البيئي وتأسيس فكر بيئي سياسي نقدي يعتمد على التحري والتحقيق والبحث الميداني.

وقال عضو مجلس إدارة شبكة وطن الاعلامية معمر عرابي، إن شبكة وطن الاعلامية بدأت ومنذ 10 سنوات، بالتعاطي مع القضية البيئية بحيث تكون حاضرة في الأجندة الاعلامية والتحريرية في الشبكة، حيث في وكالة وطن، يوجد زاوية متخصصة بالقضايا البيئية التي تتضمن المقالات والتقارير البيئية، ومن خلال اجراء العديد من البرامج المشتركة مع مركز "معا" ضمن اطار الحوارات البيئية، والعمل على مدار سنوات طويلة انتاج مجلة متعددة الوسائط الاعلامية كمجلة مُراقبِة للقضايا البيئية والانتهاكات سواء من جانب الاحتلال أو التغيرات البيئية الناتجة من سلوك ونمط حياة الفلسطيني.

جاء ذلك خلال المؤتمر الفلسطيني الأول حول الصحافة البيئية الذي عقد اليوم الثلاثاء بمدينة رام الله والذي حمل اسم " نحو التأسيس لصحافة بيئية فلسطينية استقصائية – نقدية "، والذي نظمته مجلة آفاق البيئة والتنمية الصادرة عن مركز العمل التنموي – "معا"، ومؤسسة " هينرش بيل " – فلسطين والاردن الألمانية وشبكة المنظمات الاهلية البيئية الفلسطينية.

وحول موضوع التحقيقات الاستقصائية التي تجريها شبكة وطن الاعلامية، أشار عرابي إلى أن وطن أجرت مجموعة من التحقيقات البيئية المرتبطة بالتلوث البيئي، وانعكاسها على الجمهور، مشيراً إلى أن إحدى التحقيقات المهمة كانت عن النفايات الطبية وطريقة اتلافها في المستشفيات، بالاضافة إلى التحقيق الاستقصائي عن تلوث المياه في بلدة عين قينيا، التي يذهب الفلسطينيون إليها، إضافة إلى التحقيقات الاستقصائية عن مصانع الحجر ومحطات الوقود والبترول.

وأضاف " كنا دائماً في شبكة وطن الاعلامية ندق ناقوص الخطر في العديد من القضايا منها البيئية والتي هي غائبة بالمعنى المنظم عن وسائل الاعلام، بسبب أن موضوع البيئة هو ليس موضوعاً استراتيجياً ".

و قال عرابي إننا لسنا بحاجة إلى صحافة مستقلة، ولا نريد ان تكون هناك صحافة مستقلة، لأننا ننزع "الدسم" من دورها الصحافي وما هو دورها، مشيراً الى أننا بحاجة إلى إعلام منحاز لقضايا الجمهور، ومن هنا تأتي أهمية الاعلام بان يلعب دوراً ثلاثياً، ما بين صحافة المساءلة وصحافة الاستقصاء والحلول.

وأضاف عرابي أن " عندما نقول أن الاعلام هو ليس بناقل للخبر وإنما التأثير في توجهات الرأي العام واحتياجاته، وعندما نتحدث عن دوره في قضايا البيئة أو الصحة والتعليم يجب أن يكون الاعلام له وجهة نظر وليس مجرد ناقل للخبر أو اعلام محايد ".

وأردف أننا عندما نتحدث عن قضايا البيئة تحديداً، فإنه منذ سنوات كان التعاطي مع هذه القضية في فلسطين كنوع من " الترف الفكري "، وليس له أهمية وأجندة، سواء في الاعلام أو عند صاحب القرار، بسبب وجود أولويات كثيرة، ما انعكس على الخطط التنموية، مشيراً أنه تم الاكتشاف فيما بعد أن القضية المركزية وقضية الصراع بالنسبة للشعب الفلسطيني حتى مع الاحتلال هو صراع أرض، والاستهداف ليس فقط للمواطن الفلسطيني، وانما هناك استهداف للأرض والشجر ولكل مكونات الطبيعة الفلسطينية.

وأشار عرابي إلى أن البيئة الفلسطينية مستهدفة من قبل الاحتلال كما يُستهدف الانسان الفلسطيني، والصراع هو على البيئة والتغيرات الديموغرافية الحاصلة على الأرض.

ولفت عرابي الى أن أهمية موضوع البيئة سواء في بعض وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني كمركز معا التنموي الذي عمل مع وكالة وطن وغيرها من الوسائل الاعلامية على نشر المواد الاعلامية والاوراق البحثية، أو اعطاء بعض النصائح بكيفية التعامل مع قضايا البيئة.

وأردف عرابي أن الاعلام ينقصه المحتوى وكيفية تقديم محتوى اعلامي متين وليس "ركيك "، لا يستجيب للقضايا التي يجب ان نتعامل معها سواء مواضيع البيئة أو غيرها.

وختم عرابي قوله أن شبكة وطن الاعلامية ستطلق مع بداية العام القادم أكاديمية تدريب اعلامي "اكاديمية وطن للتدريب الاعلامي"، بالاضافة إلى مركز وطن للأبحاث ودراسات المستقبل، مشيراً إلى أن الصحافة البيئية ستكون إحدى المقررات للدورات التطبيقية المتخصصة في مجال البيئة.

ومن جانبه، قال رئيس تحرير مجلة آفاق البيئة والتنمية / مركز معا التنموي جورج قرزم في حديثه لوطن إنه "منذ سنوات طويلة نحاول أن نبلور من خلال عملنا الاعلامي البيئي في مجلة آفاق البيئة والتنمية وبالتعاون مع بعض المؤسسات الاعلامية الاخرى الشريكة منها شبكة وطن الاعلامية بشكل اساسي، حقل صحفي بيئي متخصص، وعلى هذا الاساس جاء المؤتمر ليناقش الجوانب المختلفة في البيئة التي تعتبر عصب الحياة اليومية للناس".

وأضاف " القضايا البيئية ليست قضايا علمية بحته وانما تهم جوانب وهموم حياة الناس اليومية ".

من جانبها وصفت الصحفية والكاتبة في مجلة آفاق البيئة والتنمية ربى عنبتاوي في حديثها لوطن للانباء الواقع في موضوع الاعلام البيئي بأنه طخجول جداً" في المؤسسات الاعلامية الفلسطينية، ولا يتم إدراجها ضمن الأولويات في الإعلام.

وأضافت " لا نستطيع وحدنا في مجلة آفاق البيئة والتنمية أن نقوم بتوعية الجماهير ونصل إلى كل شرائح المجتمع لوحدنا، لكننا نسعى ونقدم محتوى اعلامي ومصادر معلومات بيئية".

وأشارت عنبتاوي إلى ضرورة تعاون الجامعات الفلسطينية لتشكيلة نواة للصحافة البيئية.

من جهته، أكد الصحفي فراس الطويل لوطن في حديثه للأانباء على ضرورة أن يرفع الصحفي من كفاءته ومعرفته بالقضايا البيئية حتى يستطيع اقناع الناس بأهمية ما يقوم بطرحه من قضايا تخص البيئة.

وأضاف " زحمة الملفات وازدحام القضايا في فلسطين تجعل الصحفي الفلسطيني يسلط اهتمامه اولا على الاولويات كالاخبار الميدانية، والقضايا الملحة، ومن ثم يأتي الاهتمام بالقضايا البيئية"، مؤكداً على أنه "اذا رفعنا الكفاءة وامتلكنا الخبرة اللازمة نستطيع ان نقنع الناس بما نقوم به من تسليط اضواء على القضايا البيئية ".

وقالت منسقة شبكة المنظمات البيئية عبير بطمة إن المؤتمر تناول دور الاعلام الفلسطيني في موضوع القضايا البيئية، مشيرةً الى ان المؤتمر أوصى بضرورة التشبيك ما بين مؤسسات المجتمع المدني العاملة في موضوع البيئة، والمؤسسات الاعلامية للتركيز على القضايا البيئية بشكل أفضل، وتعزيز التعاون ما بين هذه المؤسسات.

تصميم وتطوير