الحكومة لوطن: ندرس تسديد الالتزامات تجاه مستشفيات القدس

مرضى السرطان يناشدون الحكومة عبر وطن: أنقذينا..وجرعة الكيماوي هي أملنا للنجاة

28.10.2019 01:01 PM

رام الله- ريم ابو لبن: قد يكون مرضى السرطان في فلسطين قد تجاوزوا الكثير من الآلام التي تفننت في اختراق أجسادهم عنوة، وقد أصبحوا رهينة بأيدي الأزمة المالية التي بدأت منذ عدة أشهر وطالت مستشفى المطلع بالقدس، واليوم رفعوا صوتهم عاليا ليقولوا من أمام مجلس الوزراء في رام الله "انقذوا مرضى السرطان" بعد انقطاع أدويتهم منذ 16 يوماً.

قد يبدو للبعض أنه مجرد وسم (#انقذوا_مرضى_السرطان) أو ما يطلق عليه (هاشتاج)، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة،ولكنه بواقع الأمر قد دق ناقوس الخطر أمام الحكومة ووزارة الصحة، في وقت كانت الحكومة تعقد جلستها الأسبوعية للنظر في آلية جدولة الديون المتراكمة على السلطة لصالح مستشفى المطلع في القدس، الذي يتلقى فيه مرضى السرطان علاجهم.

الصحفية فاطمة مشعلة، اكتشفت وبعد مرور عام ونصف إصابتها بمرض نادر في عينها، حيث يقدر الأطباء بأنه مرض "الميلانوما" وهو أخطر أنواع السرطانات التي تصيب الجلد، وهي من المرضى الذين ناشدوا وزارة الصحة لكي يحصلوا على تحويلة طبية لتلقي العلاج.

وقالت مشعلة لوطن "حصلت على التحويلة للعلاج في مركز الحسين للسرطان في الاردن، وقد ناشدت الوزارة عبر منشورات كثيرة على صفحتي الخاصة على فيس بوك واعتصمت أمام مجلس الوزراء".

واليوم خرجت مشعلة في الاعتصام لتقول إن مرضى السرطان في خطر. مشيرة إلى أن مريض السرطان يتعرض للاذلال وقد يشعر أحيانا بالذنب لكونه مصاب بذاك المرض الخبيث.

وتابعت حديثها:" نحن جزء من العملية التشاركية وعلى الحكومة أن تقدم الدعم لنا، فنقص الدواء يسمح بتغلغل السرطان في اجساد الكبار والصغار، إضافة إلى ألمهم النفسي لعدم توفير العلاج لهم".

وعن غياب المؤسسات التي تعنى بمرضى السرطان عن الاعتصام، قالت " المؤسسات الداعمة للمرضى مغيبة اليوم والتي نشاهدها دائما، والحضور قليل".

وهذا ما اكدته ايضا الصحفية رانيا شقدم والمتعافية من مرض السرطان، حيث لاحظت غياب للمؤسسات الداعمة والمتضامنة مع مرضى السرطان. 

وقالت لوطن للانباء " جرعة الكيماوي هي من تنقذ حياة مرضى السرطان، وهي الأمل الوحيد لديهم للنجاه، فلماذا لا تتوفر لهم؟"

وفي رسالة وجهتها لمجلس الوزراء شددت على مطلبها بـ " انقاذ مرضى السرطان". موكدة أن مستشفى المطلع لا تتوفر به لا الأدوية ولا جرعات الكيماوي اللازمة للمرضى.

ويذكر أن مستشفى الأوغستا فكتوريا-المُطّلع في القدس قد أوقف تقديم العلاج الخاص بمرضى السرطان والكلى نتيجة خلوه من الأدوية، وذلك لأن السلطة الفلسطينية لم تحول المبالغ المستحقة التي تجاوزت 60 مليون دولار.

الناطق باسم الحكومة ابراهيم ملحم اكد في حديث لوطن وبعد انتهاء اعتصام حراك #انقذوا_ مرضى_السرطان أن الحكومة ملتزمة بتسديد كافة الالتزامات والفواتير التي خلفتها الحكومات الفلسطينية السابقة في عامي (2012-2016) والتي تقدر وبحسب ما قيل بـ 200 مليون شيكل. مشيراً إلى ان ما وصل الحكومة ووزارة المالية للصرف هو فقط 68 مليون شيقل.

وقال: "الحكومة بادرت بصرف 20 مليون شيقل من الفاتورة كي يتمكن المستشفى من الايفاء بالتزاماته تجاه المرضى، ولا نعلم لماذا يرفض مستشفى المطلع تقديم الدواء للمرضى، وعليه أن يقبل بالدفعة المالية الاولى المقدمة له وبشكل فوري".

وأوضح أن الحكومة تدرس الآن جدولة الديون المتراكمة وتسديد الالتزامات تجاه مستشفيات القدس وتحديداً المطلع والذي يحتضن مرضى السرطان، حيث دعت إلى عقد اجتماع مع ادارة مستشفى المطلع واللجان الفنية في وزارة الصحة.

وقال: " نحن نسعى لكي يحصل كل مريض للسرطان على الخدمة والدواء".

أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية،مصطفى البرغوثي، أكد في حديث لوطن للانباء أن على الحكومة أن توفر ما يلزم لمستشفى المطلع في القدس وباقي المستشفيات التي تحتضن مرضى السرطان وبشكل حيوي وضروري.

وقال : "هذا يدعم صمودنا وبقائنا في القدس، وينقذ حياة مرضى السرطان وفي جميع الأحوال لا يوجد أهم من حياة المواطن وصحته".

وأضاف: " مرضى السرطان لا يحكم عليهم بالاعدام، والطب قد تطور، ويمكن علاج المرض، ويشترط لبقائهم توفير ما يلزم لهم من الدواء للحفاظ على حياتهم، فهو مطلب انساني وأساسي".

وطالب القائمون على وسم # انقذوا_مرضى_السرطان الحكومة بتوفير العلاج للمرضى وبشكل فوري حفاظا على حياتهم.

وقال الصحفي وأحد القائمين على الحملة، محمود حريبات " رسالتنا اليوم وبعيدا عن الشعارات والبيانات والارقام والفواتير والمناكفات، هي تقديم العلاج الفوري لمرضى السرطان، إذ لا يستطيع المريض أن ينتظر أكثر من 432 ساعة، حيث مضى على عدم حصوله على الدواء 16 يوماً".

تصميم وتطوير