"لا يوجد مريض سرطان بلا دواء وحالات انقاذ الحياة مستثناة في قرار الرئيس بوقف التحويلات لمشافي الاحتلال"

"التحويلات الطبية" لوطن: مستحقات مشفى "المُطلع" على الحكومة (58) مليون شيقل فقط.. وهي الأقل بين مشافي القدس

29.10.2019 11:19 AM

رام الله- وطن: أكد مدير التحويلات الطبية في وزارة الصحة، د. هيثم هدري، أنه تم التعامل مع مرضى السرطان دون استثناء، ولم يبقَ أي مريض واحد منذ بداية أزمة مستشفى المطلع بلا دواء، وأي مريض علاجه غير موجود أو توقف، أدعوه للتوجه اليوم لدائرة العلاج بالخارج لتزويده بالدواء، مشيراً إلى أنه تم تحويل المرضى كافة لمشافي الوطن.

وتطرّق هدري في حديثه خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، وتقدمه ريم العمري، إلى أزمة مستشفى المطلع، قائلاً: "ما ورد إلينا من المستشفى وفي الشهر الأخير فواتير بقيمة (58) مليون شيقل، بالتالي فما حدث هو تأخر في فوترة التكاليف لدى "المطلع"، وبالرغم من أن هناك دفعات شهرية لمشافي القدس الستة بشكل خاص بمقدار 5 مليون شيقل، تراجعت لمدة شهرين فقط إلى 3 مليون شيكل، من دون حساب أو فوترة، ولم تتوقف هذه الدفع الشهرية في ظل أزمة السلطة المالية.

وأضاف: "لو قارنا المديونية وطبيعة العمل في مستشفى المطلع ببقية المشافي، نلاحظ أنه الأقل مديونية (نسبة وتناسب) من بقية المشافي، وبالرغم من ذلك أولت القيادة السياسية رعاية خاصة له وستعقد جلسة خاصة لمشفى المطلع ومشافي القدس عامة".

وأشار إلى أن الحكومة، سددت لمشفى المطلع خلال السنوات الأربع الأخيرة مبلغ 561 مليون شيقل.

مشكلة بالفوترة!

كما وأكد هدري أنّ هناك مشكلة بالفوترة من قبل مشفى المطلع، حيث تبلغت الحكومة وبكتاب رسمي أن ما تبقى من فواتير هذا الشهر (أكتوبر) تبلغ قيمتها 58 مليون شيقل". وأضاف "تم تسدد مبلغ 92 مليون شيقل  هذا العام، وتلاها 25 مليون شيقل، التي تحدث عنها رئيس الوزراء في جلسته المنعقدة خصيصا لمشفى المطلع، وما زالت الأزمة قائمة وسيكون اجتماع آخر مع وزراة الصحة اليوم الثلاثاء".

وشدد هدري، على أنه لا يوجد مريض واحد سواء بالضفة وغزة بلا دواء، وليس هناك أي مريض سرطان ينتظر حل أزمة المطلع، ومن تم إرجاعه من المرضى تم استيعابه في مشافي أخرى، مشيراً إلى أن "المنظومة الصحية الفلسطينية بأمان وقرار الانفكاك هناك تحضيرات سبقت القرار، المريض لن يبقى بلا دواء تحت أي ظرف من الظروف.

موضحاً أن "50-40 مريض تم أرجاعهم من "المطلع" إلى دائرة التحويلات ونحن قمنا بتغيير مسار التحويلة لمشافي أخرى، 6 مشافي على غرار المطلع تقدم العلاج الكيماوي".

وفي توضيحه حول طبيعة عمل دائرة التحولات الطبية مع الحالات المرضية وتوطين الخدمة بعد قرار الرئيس بوقف التحويلات الطبية لمشافي الاحتلال، قال: "منذ قرار الرئيس توجهت أنا شخصياً للمشافي الإسرائيلية وأحصينا عدد المرضى فكانوا 1800 مريض يتلقون العلاج بشكل دوري، وما يقارب 220 مريض هم حالات مدخلة في 6 مشافي إسرائيلية، وبناءً على القرار قمنا باستقطاب المرضى لمشافينا الوطنية، وتم تطوير بعض الخدمات في مشافينا لاستيعابهم".

توطين التحويلات الطبية بناءً على قرارات الرئيس

وفي سؤاله حول قرار الرئيس بتوطين الخدمة والتحويل للمستشفيات الفلسطينية (؟)

قال د.هدري أن خطة الرئيس بالانفكاك طبياً عن الاحتلال، بدأت منذ ما يزيد عن سنة، وذلك بإيجاد مراكز لمرضى السرطان، وتم تطوير الأقسام في المستشفيات الخاصة والعامة، مؤكدأ انه قرار سياسي وسيادي.

يذكر أنه كان هناك كلمة مهمة للرئيس عباس خلال افتتاحه مشفى (H Clinic) الذي أنشىء على أيدي 25 طبيباً فلسطينياً كانوا يمارسون عملهم في الداخل المحتل، وتخلوا عن امتيازاتهم، وجاءوا إلى رام الله، لافتتاح المستشفى، حيث أكد الرئيس في كلمة الافتتاح، أن التحويل سيتم إلى (H Clinic)، باعتباره نموذجاً للمستشفيات الوطنية التي تمتلك المؤهلات لتحل بالخدمة الطبية محل مستشفيات الاحتلال.

إذ أوضح د. الهدري أنه تم التعاقد مع (H Clinic) لاستقبال حالات الحضانة، وتم التعاقد مع أطباء العناية المكثفة (icu)، ونحن بدورنا قمنا بالتعميم أن هذا المستشفى يتلقى مرضى (icu) والحضانة، ولم يوافينا المستشفى بأسماء الأطباء المتبقين وتخصصاتهم.

مؤكداً كامل الجهوزية للتعامل مع (H Clinic) وإرسال التحويلات إليه.

المعيار للتحويل لمشفى ما دون غيره

وفي سؤاله حول المعايير المتبعة لتحويل المرضى إلى مستشفيات بعينها، أوضح د. هدري أن من يحدد عدد التحويلات للمشافي هو إيجاد شيء مميز أو جهاز متطور في مشفى معين دون غيره من المشافي، مضيفًا، "عرضنا على كافة المشافي ومن أجل توطين الخدمة بأن أي مستشفى يتوفر لديه خدمة نوعية أن يُبلغنا عنها، لتوجيه الحالات المرضيه له" مؤكداً أن مشافي القدس لها الأولوية لتحويل المرضى والنقود، وتأتي بعد ذلك المشافي الوطنية، وإلى اللحظة لم نتسلّم أي كتاب عن خدمات نوعية من أي مستشفى، والخدمة المقدمة هي التي تحكم معيار التحويلات.

وفي ردّه على استمرارهم بالتحويل لمشافي الاحتلال، قال د. الهدري: "قرار الرئيس ببناء منظومة صحية فلسطينية ووقف التحويلات لاسرائيل واضح، ولكنه يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على حياة المرضى. وعندما اتُخذ القرار كان هناك مرضى يتلقون العلاج في مشافي الاحتلال، فلا نستطيع وقف الدخول لمشافي الاحتلال بشكل قطعي".

وتحدث عن حالة حوّلت لمشفى "رمبام" بعد قرار الرئيس وقف التحويلات، وقال د. هدري إنها طفلة أجرت أربع عمليات قلب مفتوح وموجودة على جهاز التنفس الاصطناعي، وهناك علاج يدعى "تحفيز الرئة" للعمل مرة أخرى، وهذه الخدمة غير متوفرة لا في الأردن ولا في مصر، فقط في مستشفى "رمبام" و"يخلف" في إسرائيل، وهذه حالة إنقاذ حياة ومن المقرر اليوم تحويلها الى مستشفى "رمبام".

وأكد على أنّ وزراة الصحة تتابع ما ينشر من منشادات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن أقرب طريقة للحصول على تحويلة طبية هي التوجه للمشافي الحكومية، وادعو الجميع للتوجه لباب مكتبي وهو مفتوح للجميع".

وحول حالات التحويل لمصر والأردن، قال إن "ما يتم تحويله إلى مصر هي عمليات نوعية مثل زراعة الكبد، وهي غير متوفرة حتى في مشافي الداخل، وقمنا بتوفير سكن في مصر والأردن، وتم حجز فندق في الأردن، لاستيعاب مرضى ممن ليس لهم أقارب، ويستطيع المريض الإقامة فيه بكتاب رسمي يؤخد من قبلنا قبل سفر المريض".

تصميم وتطوير