الانتفاضة كانت حاضنة لاطلاق قدرات النساء وقوتهن

في الذكرى الـ32 لإنتفاضة الحجارة.. الاسيرة المحررة رلى أبو دحو لوطن: الانتفاضة خلقت خطابا وطنيا شاركت الجماهير في ترجمته و"اوسلو" دمرت كل شيء

09.12.2019 11:30 AM

رام الله - وطن: 32 عاما مرت على اندلاع انتفاضة الحجارة، التي شهدتها الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1987 والتي اندلعت في اعقاب دهس دورية لجيش الاحتلال مجموعة عمال فلسطينيين، ما ادى الى استشهاد 4 منهم.

وعجت وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية بصور ومواقف واحداث الانتفاضة الاولى.

رلى أبو دحو المحاضرة في جامعة بير زيت والأسيرة المحررة، التي عايشت الانتفاضة اكدت "أن الانتفاضة الاولى هى الانتفاضة الكبرى، لانه في تاريخ شعبنا كان هناك الكتير من انتفاضات ولكن هذه هي أكبرها، كانت كبيرة بحجمها وحجم المشاركة فيها وفترتها الزمنية وتنوع أدائها وأدواتها."

وأضافت أبو دحو، خلال حديثها في برنامج "شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري، ان الانتفاضة كانت فعل جماعي بإراداة شعبية وجماهيرية قوية، قاومت المحتل بكل الادوات، والجماهير كانت مستعدة للتضحية دون ان يكون هناك حسابات اخرى، فالجماهير كانت تواجه الاحتلال بالحجر والمولوتوف وأدوات التخريب الشعبي لاقتصاد الاحتلال من قبل العمال الفلسطينين الذين كانوا يعملون عند الاحتلال.

وأوضحت ان الانتفاضة الاولى استطاعت خلق قيادة وطنية جادة، استطاعت ادارة المجتمع بطريقة صحيحة وكانت تعمل مثل خلية النحل، وتدرك ظروف الناس، وتخطط لمواجهة طويلة مع الاحتلال وليست قصيرة، وهذا ما كان يتجلى في بيانات القيادة الموحدة كانت تحدد أوقات فتح المحلات للبيع، ولم يتركوا المواطنيين جياع.

وأشارت أبو دحو ان الانتفاضة الكبرى جاءت بعد 20 عاما من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم ما كان انذاك من انشقاقات، وحرب مخيمات، واقتتالات، والكثير من العوامل المحبطة، الا ان محاولات التوحيد ورص الصفوف لم تتوقف خاصة مع ذروة قمع الاحتلال للشعب الفلسطيني والازمات السياسة والاقتصادية، لافتة الى ان هذه الامور ساعدت على اندلاع الانتفاضة، التي تفجرت بحادثة العمال في غزة، التي كانت "الشعرة التي قسمت ظهر البعير"، وبسببها تفجرت الانتفاضة في غزة وانتقلت الى نابلس في ذات اليوم.

وعن التغيرات التي طرأت علينا منذ انتفاضة الحجارة حتى اليوم قالت ابو دحو " ان الهم الوطني حاليا تدمر، فكل مرحلة لها خطابها السياسي، في القديم كان الخطاب نضالي، يحرص على قيم التعاون والتعاضد، ولكن الان "اوسلو" دمرت كل شيء، فالخطاب هو خطاب سلام ومفاوضات!، وهناك يوجد تغييب للخطاب الوطني من القيادة، يوجد خطاب توافقي هلامي مشوه، كما ان الاستخدامات الوطنية مختلفة، الأمر الذي يقود للانانية والاستهلاكية و التنافس، وتناسي الهم الوطني."

واردفت : "القيادة أغرقت المواطنيين بالقروض والكماليات لابعادهم عن الوطن واشغالهم بالهموم الشخصية، انتقلنا من وعي سياسي وطني الى وعي اتكالي منغلق على نفسه، وخلق شريحة طبقيه مستفيدة من الوضع تريد ان يبقى الحال على ما هو عليه."

وأوضحت ابو دحو أنه "بالرغم من كل هذا السواد الا أن هناك اسرى يصمدون بالزنازين والتحقيق رغم التعذيب، هناك شباب جاهزة للمقاومة ولكن للأسف لا يوجد حاضنة لهم، ولا يوجد قيادة للمرحلة النضالية" مؤكدة ان الشعوب هي التي تنتصر بالنهاية.

وعن دور المرأه الفلسطينية في الانتفاضة الاولى ، قالت أبو دحو " ان وضع المرأة كان أفضل بكثير من وضعها في ايامنا الحالية، كانت هناك حريات أكبر وتقدير من المجتمع للمرأة واحترام على مستوى تنظيمي ووطني، فقد شهدت ثمانينات القرن الماضي خطوات عظيمة للمرأه ليس فقط في فلسطين".

واضافت " في السبعينات كان هناك مد جماهيري لكل الاطر الشعبية، عمال، طلاب، ونساء يرافقه نضال وطني"، لافتة الى اهمية دور الاطر النسويه انذاك وتحديدا الخدمات التطوعية التي كانت تقوم بها من دون مقابل مادي، كما كان هناك جهود لتعزيز دور المراة وتعليمها ومحو اميتها ، واشراكها بالعمل.

واوضحت ابو دحو "عندما اندلعت الانتفاضة كانت هناك أطر نسوية جاهزة لالتقاط الحدث، والنساء خرجت للشارع وساهمت بالقيادة، وكان هناك استيعاب عالي من الشباب لدورهن النضالي"، مضيفة "شاركت النساء بالانتفاضة وان كن غير منضويات في تنظيم حزبي، فقد فتحن بيوتهن للمطاردين وللمصابين وقدمن لهم العلاج"، موضحة أنه وبسبب الاعتقالات الكبيرة للشباب كانت المرأة تقوم بدوره في القيادة.

واضافت "الانتفاضة كانت حاضنة رائعه لاطلاق قدرات النساء وإبداعاتهن وقوتهن، كانت مرحلة ذهبية بكل معنى الكلمة، بعكس اليوم التي يستخدمونها "كديكور" في مراكز صنع القرار! ويعملون على تشويه تاريخ المرأه ونضالها".

وختمت أبو دحو قائلة: "ان دوام الحال من المحال، وسيأتي اليوم وتخرج الجماهير مرة اخرى للشارع وتثو"ر.

تصميم وتطوير