استراتيجة هيئة مكافحة الفساد ستغير وضعنا في السنوات القادمة

"أمان" لوطن: الرئيس لديه إرادة في مكافحة الفساد والحكومة الحالية وفّرت مساحة كبيرة للحريات وهيئة مكافحة الفساد حققت قفزة نوعية

10.12.2019 11:01 AM

رام الله- وطن: قال المدير التنفيذي لإئتلاف أمان مجدي ابو زيد، ان تصريحات الرئيس محمود عباس، في المؤتمر الدولي الأول لهيئة مكافحة الفساد الذي بدأ اولى ايامه يوم امس الاثنين والتي اكد فيها ان السلطة قررت أن تستأصل الفساد من البلد، "لم يكن الاول من نوعه"، مضيفاً "لاشك ان الرئيس لديه ارادة في موضوع مكافحة الفساد، ففلسطين وقعت على اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد، وعلى قانون الكسب غير المشروع عام 2005، واصبح لدينا قانون وهيئة لمكافحة الفساد، وباستمرار الرئيس يشدد على وجوب الاستمرار باستئصال الفساد والفاسدين من البلد".

وأضاف أبو زيد في خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، أنه "أصبح لدينا منظومة ونيابة مختصة لمكافحة الفساد ومحكمة لجرائم الفساد، ولكن الإشكالية تكمن في أنّ المواطن لم يشعر بهذا الجهد الكبير إلى الآن، لأنه يريد أن يرى الفاسدين الكبار في السجن.. والمشكلة هنا تقع على عاتق المسؤولين الواجب عليهم إقناع المواطن بوجود تغيير".

وأضاف: "عندها فقط سيشعر المواطن بالرضى عن الجهد المبذول في محاربة الفساد".

وتابع أبو زيد أن الرئيس قال العام الماضي: "عنا 100 حرامي هربوا من البلد وبدنا نحاول نرجعهم"، مشددا على ضرورة اجراء ملاحقات فورية لهم بعد تصريح الرئيس، خاصة ان هيئة مكافحة الفساد لديها كل الصلاحيات والمنظومة القانونية التي تخولها بفتح ملفات كبار الفاسدين وهذا ماينتظره الشارع، وهو الامتحان الحقيقي للارادة السياسية".

تطبيق استراتيجة هيئة مكافحة الفساد التي اعلنها البراك ستغير وضعنا في السنوات القادمة

وعن تصريحات رئيس هيئة مكافحة الفساد احمد البراك خلال المؤتمر والتي اكد خلالها بأن استراتيجية هيئة مكافحة الفساد نابعه من الكل الفلسطيني وتعبر عن طموحه بمحاربة الفساد، علّق ابو زيد"لاول مرة لدينا استرايجية وطنية عبر قطاعية لمكافحة الفساد، نحن جزء منها وشاركنا فيها ووضعنا توصيات اساسية فيها، واذا ما تم انفاذ هذه الاستراتيجية الوطنية فأن وضعنا سيتغير خلال الثلاث سنوات القادمة وستجري نقلات نوعية في موضوع مكافحة الفساد في فلسطين."

واضاف ابو زيد ان المطلوب اليوم هو البدء بخطوات تنفيذية لمواجهة الكثير من القضايا، فنحن لدينا ملفات كبيرة وكثيرة  وقضايا تُثار في الرأي العام ظهرت في الفترة الماضية حول سوء ادارة وتعيينات وملفات اراضي وقضايا تتعلق بدبلوماسيين وهيئة البترول، ولذلك المطلوب الان هو التحقيق فيها وتحويلها للنيابة العامة والقضاء، واخبار الناس بما سيجري في هذه القضايا لاحقا."

قفزة نوعية لهيئة مكافحة الفساد في النصف الثاني من 2019: اصبحت اكثر انفتاحا على المواطن والاعلام

واشاد ابو زيد بالقفزة النوعية لهيئة مكافحة الفساد في السنة الاخيرة، فقد انفتحت على المجتمع المدني والاعلام، ولكنها بحاجة ليكون لديها سياسة اعلامية واضحة، فالقضايا التي تثار في الرأي عام، يجب ان تخرج الهيئة وتتحدث بها والى اين وصلت، خاصة ان الهيئة لديها ارادة و دعم سياسي كبير من الرئيس.

واردف، "هيئة مكافحة الفساد مختلفة في النصف الثاني من عام 2019، فقد فتحت ابوابها للناس والمؤسسات واقامت شراكة حقيقة معها، هناك فهم واضح ان هناك فساد في البلد ويجب ان يُلاحق ويُتابع وأن يُؤخذ حديث المواطنين بعين الاعتبار".

وتابع أبو زيد "هناك تطور كبير ومهم في استراتيجية أمان للتواصل مع الجمهور، الذي أصبح عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، وبالتالي يستطيع المواطن من خلاله التواصل معنا  دون الحاجة للوصول المؤسسه، مع إمكانية حجب اسمه في حال رغب بذلك".

مضيفاً أنه "يمكن تحميل التطبيق عبر البحث عن ائتلاف أمان على أجهزة الاندرويد أو (Aman.ps) على أجهزة الأيفون". موضحاً أن هذا التطبيق يُمكّن المواطن أيضاً من الحصول على الأخبار حول قضايا تتعلق بالفساد وبالتعينات والترقيات وقررات الحكومة... وهذا سيجعل المواطن ينخرط أكثر في القضايا، ويعلم كيف تتم الاستثناءات في التعيينات والترقيات والنقل...".

وأوضح أبو زيد، أن "هذا التطبيق يوضّح معلومات تتعلق بمفاهيم المساءلة والنزاهة والشفافية ويجيب أيضاً على أسئلة المواطنين، ويساعد في إشراك الناس لكشف كل ما يتعلق بالإهمال وسوء الإدارة والمال والشأن العام، وهو أداة تضمن السرية"، مردفا أنّ "المواطنين اليوم يريدون أنْ يشاهدوا ويلمسوا التطبيق الفعلي".

ولفت ابو زيد "اذا اردنا استقرارا لنظامنا السياسي الفلسطيني والعربي، يجب علينا وعلى الدول العربية أن تأخذ إجراءات حقيقية بشأن قضايا الفساد وإلا لن يكون هناك استقرار، كما يجب على المواطنين أن يروا كبار الفاسدين في السجن، فلا يجب ان تجري معهم تسويات مالية أو أي تسويات وتفاهمات اخرى".

الحكومة السابقة قاطعتنا .. والحكومة الحالية وفرت مساحة كبيرة للحريات واقتربت من المواطن

وحول اهمية شراكة الاعلام مع "امان" ودورها في مكافحة الفساد، قال ابو زيد" عندما كنا نواجه مقاطعة من الحكومة السابقة كان الملاذ الاول والاخير هو الاعلام وهو من يؤثر" مضيفا  ان " علاقة "امان" مع الاعلام هي علاقة جيدة وتتطور لاننا ندرك مدى تأثير الاعلام، ففي تقاريرنا السنوية نشيد دائما بارتقاء مستوى الاعلام الاجتماعي والاعلام المُسائل والمرتبط بالقضايا الوطنية والجريء رغم التضييق، والاعلام الذي بدأ ينخرط في مكافحة الفساد."

واشار ابو زيد ان " امان" كانت تعاني من التضييق على عملها في عهد الحكومة السابقة، لكن اليوم وفي عهد حكومة اشتيه الحالية هناك مساحة كبيرة للحريات، فالحكومة الحالية أصبحت حساسة للمواطنين وقريبة منهم، وتستجيب لهم وتتابع قضاياهم وتحترم كرامتهم الانسانية،، وتقدم لهم الخدمات وفق امكانياتها.

وحول تكريم "نيابة غزة" خلال حفل امان السنوي الرابع عشر، والذي صادف اليوم العالمي لمكافحة الفساد، قال ابو زيد : "امان" ليست حزب سياسي بل مؤسسة اهلية تُسائل، كل من يدير شأن عام ويجمع اموال يجب ان نراقب عليه ونساءله بعيدا عما يجري في ساحة الاحزاب السياسية،  النيابة العامة في غزة كرمناها لمبادرة لها، لم نكرم المؤسسة بل مبادرة خرجت عنها.

تصميم وتطوير