وحدة وطن قصة نجاح وهي من أولى الوحدات الاستقصائية في فلسطين

رنا الصباغ لوطن : الصحافة الاستقصائية تواجه معيقات سياسية ومهنية وقانونية ومجتمعية ..والحكومات والانظمة تكمم أفواهنا

12.12.2019 11:34 AM

رام الله- وطن: قالت المديرة التنفيذية لشبكة اعلاميون من اجل صحافة عربية استقصائية- أريج، رنا الصباغ، ان الصحافة الاستقصائية تواجه معيقات سياسية ومهنية وقانونية ومجتمعية، غير أن الحكومات والأنظمة تعمل على تكميم الأفواه وترغب بالعمل في الظلام، وهي بدورها تحمي شبكة من (التجار، ورجال الاعمال والمستثمرين، والطامحين للمناصب) الذين بدورهم يكممون أفواه الصحفيين لتحقيق مصالحهم ومصالح السلطات العليا.

وقالت الصباغ : " هذه الشبكة أي الفئة المتحكمة والتي تخضع للسلطات هي المستفيدة، والسلطات بدورها تحمي تلك الفئة وتتسر على أخطائهم، وهم يكممون أفواه الصحفيين".

وذكرت الصباغ خلال حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري ان الصحفي الاستقصائي يعمل في ظل تحديات غير مسبوقة، خاصة ان مهمته تحريك غضبه بشكل دائم كي يحصل على المعلومات بعيدا عن العواطف، وان يستخدم منهجه الموضوعي للبحث عن الحقيقة والمصداقية.

وأوضحت الصباغ أن المجتمعات العربية بطبيعتها تناضل من أجل الحصول على الحرية والعدالة الاجتماعية والإنسانية، بجانب حق الوصول الى المعلومات، وأن ما يواجه الصحفيين هو التحدي المهني، واصفةً الصحفيين الاستقصائيين بـ"العملة النادرة".

وقالت: "الصحفي الاستقصائي يحتاج إلى 10 سنوات من التطوير وتعلم المهارات باجراء تحليل البيانات وفنون المقابلات.. لذا فهو استثمار ضخم"

وتابعت حديثها : "حوالي 10% فقط من مجتمع الصحفيين ينطبق عليهم صفة الصحفيين الاستقصائيين، فليس كل صحفي هو صحفي استقصائي"، مشيرةً الى أن الصحافة الاستقصائية مكلفة جداً ماديا ومعنوياً ونفسيا على الصحفي والمؤسسة التي يعمل لها، حيث يفضل رئيس التحرير تعبئة صحيفته بالأخبار فضلاً عن ارسال أحد الصحفيين كي ينجر مادة لعدة أشهر قد تجلب له " أوجاعا للرأس مع السلطات".

وبالحديث عن التحديات التي تواجه الصحافة الاستقصائية، قالت : " نحن بحاجة إلى رؤوساء تحرير يؤمنون بدور الصحافة الاستقصائية، ويوفروا الحماية للصحفيين لا أن يقفوا عثرة أمام تقدمهم، حتى يحافظوا هؤلاء الرؤساء على مناصبهم".

ونوهت الصباغ أن الصحافة الاستقصائية تواجه تحدٍ قانوني، حيث تمارس مهنة الصحافة في ظل وجود سلسلة كاملة من القوانين والأنظمة والتعليمات التي تحد وتهدد العمل الصحفي، مضيفة " أن المجتمع ذاته لا يتقبل أن يرى نتائج التحقيقات التي ينجزها الصحفيون، حيث يفضل أحياناً  وضع بعض القضايا أسفل السجادة، لنقول بأننا أفضل المجتمعات، ومن بين القضايا المخبأة : العنف الأسري، هتك العرض، الاغتصاب وغيرها من القضايا التي لا يرى المجتمع العربي رؤية نتائجهامن باب أنها أمور خاصة تحدث داخل العائلة لا علاقة لها بأحد".

الصباغ : " المهم ليس اقرار القانون وانما تطبيقه"

وأكدت الصباغ، أن الأهم من اقرار قانون حق الحصول على المعلومات هو تطبيقه على ارض الواقع ومحاسبة كل من يمتنع عن الادلاء بمعلومات يسمح بنشرها.

وأوضحت أن حق الحصول على المعلومات هو حق أساسي في كل دول العالم، إلا أن المجتمعات العربية ما زالت في صراع للحصول على ذلك الحق، وبالمقابل فإن ستة دول عربية قد أقرت قوانين لحق الحصول على المعلومات من بينها  اليمن، تونس، الأردن، المغرب، السودان، ولبنان. 

وقالت : " الأردن هي أول دولة عربية أقرت القانون في عام 2007، ولم يقر القانون نتيجة نضال الصحفيين، وانما جاء نتيجة ضغوطات من قبل المانحين، حيث تم وضع القانون ولكنه في الواقع، هو وقلته واحد".

وأوضحت أن شبكة "أريج" خلال الـ 14 سنة الماضية قدمت قرابة 50 طلبا للحصول على بعض المعلومات في عدة قضايا، وقد وصل الشبكة فقط 5 ردود، وباقي الطلبات كان الرد عليها بـ "نعتذر" رغم اقرار قانون حق الحصول على المعلومات في الأردن، مشيرةً الى أن قانون حق الحصول على المعلومات ما زال حبيس  درج البرلمان الاردني منذ عام 2012 دون أي تعديل على بنوده.

وقالت : " يفترض أن يتم تعديل القانون، وأن يجرم كل مسؤول يمتنع عن تقديم المعلومات، وخاصة المعلومات التي يسمح بنشرها"، مضيفة : " في الأردن نطلق على القانون مسمى ( قانون تصعيب الحصول على المعلومات)".

"وحدة وطن هي قصة نجاح لنا"

وأكدت الصباغ بأن شبكة وطن الإعلامية هي من أولى المؤسسات الاعلامية التي شاركت مع "أريج" تحقيقاتها الاستقصائية، حيث وفرت شبكة "أريج" وعلى مدار 6 أشهر مشرف لتطوير القصص في وحدة التحقيقات الاستقصائية في وطن .

وقالت : "وحدة التحقيقات الاستقصائية في وطن هي قصة نجاح لنا، لأن عضو مجلس إدارة شبكة وطن الاعلامية معمر عرابي يؤمن بأهمية الاستقصاء، وقد لمس ذلك من خلال رفع مصداقية المؤسسة الإعلامية التي بنى رؤيتها بمهنية من خلال العمل الصحفي، كما أنه محظوظ بما لديه من صحفيين في الوحدة بما فيهم الإعلامي نزار حبش، وهم يمتلكون خبرة متراكمة ورهيبة".

كما أشارت الى أن أحد عوامل نجاح وحدة التحقيقات الاستقصائية في وطن هو ما يخصصه عرابي من وقت للوحدة، والدعم المالي والفني المقدم للصحفيين العاملين بها وفي الشبكة الاعلامية، وما تتمتع به الشبكة من مهنية في العمل، حيث يثق المجتمع الفلسطيني بتقديم المعلومات لهم.

وقالت : " أحيي وحدة وطن الاستقصائية، وهي من قصص نجاح شبكة أريج، وسنستمر بالعمل معها، فهي تؤمن بأهمية الاستقصاء، كما أن صحفييها قد خاضوا معاناة كبيرة، وقد تعرضت المؤسسة لعدة هجمات من الداخل والخارج، كما تمت ملاحقتها، ومحاولة معاقبتهم من قبل مسؤولين".

يذكر أن رنا الصباغ ستبقى على رأس عملها في شبكة "أريج" وحتى انتهاء العام الحالي، لتتسلم بداية العام القادم روان الضامن، منصب المديرة التنفيذية للشبكة. وقالت الصباغ : " أريج عملت سابقة للانتقال السلس للمنصب، وروان ستحلق بأريج وستقودها للأمام".

وأوضحت بان شبكة أريج بدأت قبل 14 عاماً كحلم يطبق في 3 دول عربية وبميزانية تقدر بـ 250 الف دولار وعلى مدار عامين، ولكن بعد 14 عاماً ، اصبحنا نعمل في 16 دولة وبميزانية تقدر بـ 1,6 مليون دولار بالعام، بوجود 7 داعمين، لافتة الى ان الشبكة عملت مع أكثر 2800 صحفي ومحرر واستاذ جامعي، وانتجت 600 تحقيق إستقصائي، كشفت الظلم وتعاسة المجتمع والاهمال والاستبداد.

تصميم وتطوير