لم نتمكن من رؤية جسد سامر العربيد سوى اصابع قدميه السوداء من شدة التعذيب

"الضمير" لوطن: تعذيب الاسرى في سجون الاحتلال يجري بمزاعم وحجج أمنية وغطاء سياسي وقضائي

24.12.2019 10:19 AM

رام الله - وطن: لا تزال تداعيات ما كشفته مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان حول بعض اساليب وادوات التعذيب الذي تمارسه اجهزة الاحتلال الامنية بحق الاسرى في سجون الاحتلال يتفاعل، وسط مطالبات بتسريع الاجراءات في اعداد ملفات قانونية لادانة الاحتلال.

واكدت مديرة مؤسسة الضمير سحر فرنسيس ارتفاع وتيرة التعذيب بحق الاسرى في السنوات الاخيرة وخاصة بعد قرار محكمة الاحتلال العليا عام1999 والذي منع التعذيب بشكل مطلق، لكن المخابرات واجهزة التحقيق أوجدت طرقا التفافية لممارسة التعذيب تحت حجة القنبلة الموقوتة والظرف الامني ومايسمى بالتحقيق الخاص.

وقالت فرنسيس أن أجهزة الاحتلال مارست التعذيب الوحشي بحق 40 اسيرا في الاسابيع الماضية، كان ابرزهم الأسير سامر عربيد ورفاقه، الذين تمت متابعتهم من قبل محامين منذ 25 آب المنصرم ، مؤكدة وجود وتوفر معلومات كاملة لتشكيل ملف مكتمل الأركان لمحاسبة الاحتلال دوليا.

واضافت فرنسيس خلال حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري ان الاحتلال يهدف من سياسة التعذيب التي ينتهجها بحق الاسرى الى ابقاء السيطرة على ابناء الشعب الفلسطيني، وايصال رسالة بأنه لن يزول وانه هو من يقرر ويتحكم بكافة تفاصيل الحياة الفلسطينية والترهيب والترويع للشباب الفلسطيني من ممارسة اي عمل ولو كان بسيط في انتقاد هذا الاحتلال والمطالبة بانهائه، وهذا يظهر جليًا في ملاحقة الطلاب والنشطاء السياسين والنقابيين والصحفيين والاعتداء عليهم، ولإيهام العالم انهم يواجهون ارهاباً يهدد دولتهم لتبرير استخدام التعذيب والاساليب الاخرى بحق ابناء شعبنا.

ودعت فرنسيس للتحرك من المستوى الرسمي بمتابعة ملف محكمة الجنايات الدولية والضغط من اجل البدء بالتحقيق واخذه على محمل الجد، والضغط على هيئات الامم المتحدة بمساءلة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه واستخدام المستوى الدبلوماسي للضغط على الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة للقيام بمسؤولياتها.

واضافت فرنسيس ان ما يتعرض له الاسرى يضع مسؤولية على المؤسسات الحقوقية ببناء ملفات قضايا الاسرى والتوجه للقضاء الدولي لطرق كافة الابواب، مشيرة الى ان المعايير المزدوجة لدى المستويات السياسية الدولية هو مايؤثر على ضمانات حقوق الانسان للشعب الفلسطيني.

لم أتمكن من رؤية شيء من جسد سامر سوى اصابع قدميه السوداء من شدة التعذيب

وروت فرنسيس خلال حديثها بعض تفاصيل ما تعرض له الاسير سامر العربيد، بعد اللقاء به في مستشفى "هداسا"، لافتة الى ان سامر كان الحالة الاصعب والاخطر من بين الاسرى.

وقالت فرنسيس "في اول جلسة تمديد توقيف قال سامر للقاضي انه يتعرض للضرب العنيف وكان هناك كدمة حمراء على رقبته طلب من القاضي الاطلاع عليها، وهذا كان المؤشر الاول لدينا بأنه يتعرض لتعذيب شديد، وحين اتصل المحقق ليعلمنا انه تم نقل سامر للمستشفى في حالة غيبوبة ويتلقى تنفس اصطناعي ولديه فشل كلوي حاولنا مباشرة الضغط  لزيارة سامر، ونجحنا في اليوم التالي من زيارته ولكن سامر كان فاقدا للوعي لاسباب طبية، ومنع الزميل المحامي محمود حسان من الاطلاع على جسد سامر والكشف عنه في حينه."

كما تروي فرنسيس زيارتها الى سامر قائلة "اول مرة سُمح لي بزيارته بعد 3 أسابيع، كان وضعه صعب جدا، فقد الكثير من الوزن وكان يظهر عليه التعب والارهاق، وقد مُنعت من الاقتراب منه او مصافحته، كان جالسًا على كرسي وقد تم تغطية جسده بالكامل بغطاء من المسشتفى لاخفاء علامات التعذيب، لكني نجحت برؤية قدميه واصابعه كانت سوداء، حتى صوته كان مختلفاً في اللقاء الاول"، واضافت " حتى اليوم لم ننجح بالاطلاع على جسد سامر والحصول على صور توثق التعذيب الجسدي الذي تعرض له."

واشارت الى ان ما ادى للفشل الكلوي للاسير سامر العربيد هو الضرب العينف على اعضاء الجسم، فقد اشار التقرير الطبي الى بداية تحلل للعضلات وهو ما يعني تكسر سريع جدا للألياف الموجودة فى العضلات الإرادية، وينتج عن ذلك تسرب البروتينات والأملاح المتواجدة داخل الألياف العضلية إلى دم المريض، ما قد يتسبب فى العديد من المضاعفات وحدوث ضرر بالغ للكليتين، قد يؤدى إلى فشل كلوى حاد، الى جانب احداث كسور في ضلوعه والتي جاءت من الضرب العنيف وجلوس المحققين فوقه وضربهم بقوه له وهو مقيد اليدين الى الخلف وملقى على الارض.

وعن اساليب التعذيب المختلفة تقول فرنسيس، تتنوع وتختلف الاساليب بين تعذيب جسدي شديد واساءة معاملة وانتهاك للخصوصية مرافقة بتفتيش عاري وتهديد وترويع واستخدام كلمات نابية وشبح بأشكال مختلفة، من شبح عادي على كرسي، وشبح على شكل الموزة بدفع المعتقل الى الخلف ليصبح رأسه ويديه الى الخلف، ويُستخدم هذا الاسلوب بكثافة خلال النهار الواحد، لمدد مختلفة ومتعددة، وشبح على الطاولة وعلى الحائط، واستخدام الضرب العنيف والركل بأقدام  المحققين وبقبضات ايديهم.

وتحدثت عن تعرض اسرى للضرب العنيف من قبل عملاء، مستذكرة الشهيد الاسير عرفات جرادات الذي ارتقى قبل عدة سنوات في سجن "مجدو" خلال التحقيق في مركز تحقيق الجلمة، حين ادعت ادارة السجون في حينه انه تعرض لجلطة ولكن اتضح فيما بعد انه تعرض لضرب عنيف على الصدر ادى لاستشهاده، وهذا يظهر ان هناك غطاء سياسي وتعليمات تجيز التعذيب، وهو ما يوجب ملاحقة المسؤولين عن جهاز المخابرات في حكومة الاحتلال.

الطالبين ميس ابو غوش وقسام البرغوثي تعرضا للتعذيب الجسدي والنفسي

كما روت فرنسيس تعرض اسرى اخرين لتعذيب قاس وشديد من بينهم الطالبين قسام البرغوثي وميس ابو غوش.

وقالت فرنسيس أن الاسيرة ميس ابو غوش تعرضت للتعذيب منذ لحظة اعتقالها الاولى، بالاهانة والضرب والتعنيف، كما تعرضت لعملية تفتيش عاري 3 مرات من لحظة اعتقالها من المنزل اولها كان على حاجز قلنديا، والذي رافقه تهديد ووعيد.

واضافت فرنسيس " تعرضت ابو غوش لتعذيب عسكري بالشبح والضرب العنيف والتهديد، حيث جرى اعتقال شقيقها الاصغر واستدعاء افراد عائلتها عدة مرات، وجرى التحقيق معهم عدة مرات في المسكوبية، وأوهم المحققون ميس بأن افراد عائلتها معتقلون."

وتابعت "كنا ممنوعون من لقاء ميس، وفي احدى جلسات تمديد التوقيف تحدثت ميس للقاضي عن الضرب والحرمان من النوم الذي تتعرض له، وعندما تلقينا قرار المحكمة المتعلق بها وجدنا انه تمت تغطية بعض ما قالته ميس للقاضي باللون الاسود، اي تم اخفاء اقوال المعتقلين المتعلقة بالتعذيب عن المحامين".

اما الاسير قسام البرغوثي، اشارت الى انه تم الاعتداء عليه من الوحدة التي قامت باعتقاله، حتى ان احد الكلاب المرافقة للوحدة هاجمته ما استوجب نقله المشفى للعلاج.

واضافت فرنسيس ان قسام تعرض خلال التحقيق للتعذيب والضرب الشديد ما ادى لفتح الجرح الذي يعاني منه جراء هجوم الكلاب العسكرية عليه، ما استدعى نقله للمركز الطبي في المسكوبية واعادته للتحقيق من جديد، كما اعتقلت قوات الاحتلال والدة قسام المحاضرة في جامعة بيرزيت الدكتورة وداد البرغوثي وشقيقه كرمل الذي تعرض ايضا للشبح باشكال مختلفة.

 

تصميم وتطوير