وطن تتابع.. اللجنة الشعبية في الجلزون: "نريد حقا عشائريا وقانونيا "والتربية: "سنعطي والد الطفل حقه وسنستمع اليه مجدداً

27.04.2019 01:20 PM

وطن – ريم أبو لبن :سأعاود تقديم شكوى ثانية للوزارة التربية والتعليم، اريد حقاً عشائرياً وقانونياً. هذا ما قاله يوسف بركة وهو والد الطفل ليث صافي، وذلك بعد نشر تقرير تلفزيوني لوطن، يوضح به بركة سبب رفض الاكاديمية العربية للتعليم الحديث بسردا قبول التحاق ابنه رغم اجتيازه وبتفوق اختبار الأكاديمية، فيما اعتبرت العائلة أن سبب الرفض "عنصرياً" ولكونه ابن مخيم.

وأوضحت العائلة بأن ذاك الرفض "التهكمي" سببه الأساسي بأن الطفل يحمل جينات وراثية وسم بها تاريخ مخيم أي مخيم الجلزون.

التربية : "سنستمع للوالد مجدداً، واللجنة سيدة الموقف"

وبعد رفض الأكاديمية، توجه الوالد لتقديم شكوى لوزارة التربية والتعليم وتم على إثرها إرسال لجنة تحقيق للتأكد من سبب رفض ليث، وضمت اللجنة اثنين من المدراء في الوزارة، ورؤساء أقسام في مديرية التربية والتعليم وهذا بحسب ما أكده لوطن باسم عريقات مدير مديرية التربية والتعليم في رام الله .

فيما أشار عريقات خلال حديثه بأن على والد الطفل معاودة التواصل مرة أخرى مع اللجنة وذكر تفاصيل أوفى غير مذكورة في الشكوى الأولى المقدمة سابقاً وذلك للتحقيق في الأمر مرة أخرى.

قال : اللجنة هي سيدة الموقف، وقد أُبلغنا وفق ما صدر عن اللجنة بأنه لا متسع للطفل، وقد وضع ليث على قائمة الانتظار.

وأكد عريقات بأن تقرير لجنة التحقيق قد أظهر بأن 27 طالبا هم على قائمة الانتظار ومن بينهم الطفل ليث.

فيما علمنا بأن 15 طفلاً من مخيم الجلزون تحديداً وضعو على لوائح الانتظار وينتظرون رد الاكاديمية.

قال عريقات: تقرير لجنة التحقيق يظهر بأن 27 طالبا على قائمة الانتظار ومن بينهم الطفل ليث.

وكنا قد توجهنا بسؤال لمدير الاكاديمية محمد ربعي خلال حوار معه، وحول عدد الطلاب الذين التحقوا هذا العام بالاكاديمية ومن مخيم الجلزون..
وعليه فقد لم نحصل على الاجابة الوافية لذات السؤال و بعد طرق بابه ثلاث مرات، حيث في كل مرة يجيب " باب التسجيل مفتوح ونحن نستقبل جميع الطلاب من مختلف المدن والقرى".

ربيحة عليان القائم بأعمال مدير عام التعليم العام أكدت في حديثها لوطن أنها ستعاود استقبال شكوى ثانية لوالد الطفل يوم الاثنين القادم، حيث سيتم فتح باب القضية مرة أخرى.

وقالت: إن وجد بأن هناك حاجة لارسال لجنة تحقيق للمرة الثانية، سيتم إرسالها للأكاديمية مجدداً، وسيعطى الوالد حقه.

قبل رفض انضمام ليث للاكاديمية، خضع الطفل لاختبارين (كتابي وشفوي)، فيما حصد علامة (جيد جدا) في الامتحان الكتابي الذي استغرق مدة ساعتين ونصف،وطلب من العائلة بعد عدة ايام احضار ليث لكي يخضع للاختبار الشفوي وداخل "غرفة مغلقة" على حد تعبير الوالدين، فيما منعت الأم من التواجد داخل الغرفة.

وطرح على ليث عدة تساؤلات منها : ( ما هي وظيفة والدك) اجاب ليث (في الامن الوقائي)، وفي سؤال اخر : ( كم عدد المشاكل التي قمت بها يا ليث في المدرسة السابقة) واجاب ليث وببراءة ( لا اذكر ولكن ازعلت طفلين).

وفي سؤال ثالث: ( عندما يقوم احدهم بأخذ غرض منك ..ماذا تفعل يا ليث ) أجاب ليث ( اقوم بدفعه ) واعيد السؤال مرة اخرى.

في ذات السياق، أكد عريقات بأن لا وجود لتعليمات وقوانين واضحة لدى التربية والتعليم بخصوص اخضاع الطفل لمقابلات أو اختبارات.

وهذا ما أكدته أيضا ربيحة عليان القائم بأعمال مدير عام التعليم العام، حيث قالت: لا وجود لتعليمات لدى وزارة التربية والتعليم تفيد بإجراء أي مقابلات مع الطلبة، فيما لا تجبر المدرسة على خوض هكذا مقابلات، ولا يعتبر الامتحان تقيماً للرفض والقبول.

أضافت : أحد بنود المنصوص عليها وفق تعليمات المدارس الخاصة لوزارة التربية والتعليم تفيد بشكل صريح بأنه يمنع عدم قبول طالب لأسباب طائفية وعنصرية وفئوية ... الخ.

وفي ذات السياق، أكد محمد ربعي، مدير عام الاكاديمية العربية للتعليم الحديث بأن ليث قد خضع لمقابلة طبيعية من قبل مديرة المدرسة، وقد وجهت له الأسئلة ضمن الاطار الطبيعي ايضا، فيما نفى بأن يكون قد جوبه ليث بتلك الاسئلة التي ذكرتها العائلة.

وعند سؤال ربعي، هل من الطبيعي تربوياً أن يقف الطفل امام سؤال يشير إلى بمضمنه إلى سلوك " عدواني"، أجاب ربعي : " لم تطرح تلك التساؤلات، وانما وجه له سؤالا (لماذا ترغب بالانتقال من مدرستك إلى الاكاديمية)".

أضاف :  في نهاية المطاف لا نبني تقيمنا على اجابات طفل، فهو يتحدث بالشيء المناسب له.

وفي سؤال اخر قد وجه له مفاده : إذا هل الطفل ليث يكذب؟ وهل تعتقد بأنه قد تم تقلينه كي يحفظ الاجابات وحول ما تم سؤاله عنه داخل " الغرفة المغلقة"؟

أجاب ربعي : ماذا تتوقعين من الطفل ...و من هكذا أجواء يوفرها الوالدين...في هكذا بيئة.

اللجنة الشعبية : "نريد حق عشائرياً"

ما جاء في التقرير الصحفي قد أثار حفيظة أبناء مخيم الجلزون وباقي المخيمات، فيما طالبو بحق "عشائري" و "قانوني"، وهذا بحسب ما أكده لوطن محمود مبارك وهو مدير المكتب التنفيذي  لمخيمات الضفة الغربية ورئيس اللجنة الشعبية في مخيم الجلزون.

وقال محمود : نريد حقا عشائريا ورد اعتبار لعائلة الطفل اولاً، وثانيا للمخيم.

وعن الخطوات القادمة، قال : غدا صباحاً سأتوجه للاكاديمية ، ولن نصمت، وما جرى مع الطفل وغيره لا يقبله أي أحد.

أضاف : ومن ثم سأتوجه لوزارة التربية والتعليم، لاسيما وأن حق التعليم هو حق مكفول للجميع.

وفي خطوة ثالثة، قال محمود : سنتوجه لقادة السلطة الفلسطينية، حيث وجب وضع حد لكل من يتحدث بالسوء ضد أولاد المخيمات.

وذكر محمود معلقاً على التقرير الذي اعدته وطن : هذه القضية قد فجرت مسألة الحديث المستمر عن المخيمات ككل، ولم تحدث لأول مرة بأن يتحدث أحدهم هكذا عن (اولاد المخيم).

أضاف : في المخيمات هناك الدكتور والمهندس والطبيب والاديب، فلينظروا إلينا بنظرة ايجابية، نحن عشنا 70 عاماً في وضع سيء وقد تحملنا الكثير، فليتبعدوا عن هذه المنهجية (العنصرية) والتحريض.

واستكمل حديثه: ألا يكفينا الاحتلال..لماذا يشعروننا بالاستفزاز دائما !، وهل ينتظرون أن نفعل شيئاً.

فيما أشار في حديثه بأن "هجمة كبيرة" تشن ضد أبناء المخيمات ككل، وقد ظهر ذلك جلياً وبشكل أكبر خلال السنوات الاخيرة، لاسيما وأن ذاك النهج هو متبع منذ عام 1980 وحتى اللحظة.

أضاف: الاحتلال الإسرائيلي أيضاً قد لعب دوراً كبيرا في اثارة تلك "النظرة العنصرية" ضد أبناء المخيمات.

فيما أشار بأن أبناء المخيمات أيضا ومن يحملون شهدات عليا يتم رفضهم للعمل داخل المؤسسات الخاصة والعامة لأنه " ابن مخيم" ورغم تفوقهم.

يعيش هنا "مهمشون"، ويملامح أسطورية، وهم لم يحصلو على أبسط حقوقهم، فيما يتسابقون للنزول إلى الشارع كي يقولو كلمتهم " نريد حقوقنا".

قال : المخيمات قنبلة موقوتة، ستنفجر في أي لحظة ...لن ندع احداً يدوس كرامتنا.

للاطلاع على التقرير السابق الذي اعدته وطن أضغط هنا.

 

 

تصميم وتطوير